كتب- رمضان يونس:

كانت الساعة تقترب من العاشرة مساءً، حين علت النيران من نوافذ شقة المحاسب 'طارق مصطفى طه' دون سابق إنذار بشارع المنيل في حي مصر القديمة؛ لينتهي الحال بوفاة 3 ضحايا، كان من بينهم 'محاسب وزوجته' ووالدتها، بينما نجا طالب إعدادي من لهيب النار.

منذ الوهلة الأولى للحريق، الذي بدأ شرارته في المطبخ، همّ 'طارق' - المحاسب في بنك الإسكندرية بأكتوبر - لإخراج ابنه الوحيد 'أحمد'، طالب في الإعدادي، من غرفة نومه بعدما دوي انفجار في شقته بالطابق الحادي عشر، حال جلوسهم داخل الصالة فجأة، 'طلع ابنه وقاله روح اتصل بالنجدة'، وفق ما أكده محمد أحد أفراد أسرة الضحايا.

أمام النيران التي امتدت إلى كل غرف الشقة، حاول المحاسب أن ينقذ زوجته 'نوهير' ووالدتها القعيدة 'أم وسام'، لكن شدة الدخان كانت عائقًا أمامه حتى طالتهم النيران ليلقوا مصرعهم في الحال، 'مقدرش يدخل عشان النار كانت كتيرة في الشقة'.

كان المشهد مهيبًا أمام 'محمد' وأشقائه الذين حضروا في منتصف الليل بعدما تلقوا خبر وفاة خاله وزوجته؛ وحين صعد لإنقاذ خاله لم يجد شيئًا سوى جدران متآكلة من شدة النيران وأكوام أثاث متناثرة على الأرض، 'خالي دخل عشان ينقذ زوجته وامها وطلع ابنه من الموت'.

نحو 60 دقيقة احتاجتها قوات الدفاع المدني بالقاهرة لمجابهة النيران بعدما أحكمت حصار اللهب الذي خرج من كل نوافذ الشقة، دون أن يلاحق الضرر الجيران.

معاينة الشرطة ورجال البحث الجنائي أكدت أن الحريق شب نتيجة تسريب في الغاز، وليس هناك شبهة جنائية وراء الحادث، فيما انتدبت النيابة المعمل الجنائي لفحص الشقة لتحديد أسباب وملابسات الحريق وإعداد تقرير وافٍ عن الواقعة وما جرى فيها.

وصرحت نيابة مصر القديمة بالقاهرة بدفن 3 جثامين ضحايا حريق 'شارع المنيل' الذي نشب مساء أمس نتيجة انفجار ماسورة الغاز داخل شقة سكنية في منطقة مصر القديمة؛ وذلك عقب توقيع الكشف الطبي الشرعي على الضحايا.