اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن ضوابط الطريق التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف مثل كف الأذى، ورد السلام، وغض البصر، لا تزال قائمة، لكنها تحتاج إلى تفعيل مع التطورات المعاصرة في الشارع المصري والطرقات.
وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن رد السلام في الطرقات ليس مجرد تحية، بل هو وسيلة لإيجاد الأمان والطمأنينة بين الناس، بحيث يسير الإنسان في الطريق مطمئناً أن من حوله لن يؤذوه، سواء بقول أو بفعل.
وأكد الدكتور شوقي علام أن غض البصر في العصر الحالي أصبح أكثر إلحاحاً، مستنكراً السلوكيات المنتشرة مثل تصوير النساء دون استئذان داخل السيارات أو في الأماكن العامة، ونشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما وصفه بأنه 'تعدٍّ صريح على الخصوصيات، لا يجوز شرعاً حتى لو تم باستئذان'.
وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن الإيذاء بالنظر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان محرماً، فكيف إذا تطور إلى تصوير ونشر وفضح، فالحكم يشتد كلما اشتد الإيذاء.
ونوه الدكتور شوقي علام بأن السلوك الإنساني هو الأساس، ولا بد من تربية الأبناء منذ الصغر على احترام الطريق والآخرين، وغرس القيم التي تجعلهم يحترمون خصوصيات الناس ولا يتعدونها بأي صورة من الصور.
وكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أوضح الحكم الشرعي حول العبارة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي: 'ادعولي.. فدعوة أربعين غريبًا مستجابة'، مؤكدًا أن هذه المقولة لا أصل لها في السنة النبوية، ولم ترد في كتب الحديث، وأن الدعاء للغير مستحب ومقبول بإذن الله، ولكن تقييده بعدد أو بكون الداعين غرباء لا دليل عليه شرعًا.
شوقي علام يحدد ضوابط وآداب الطريق: غض البصر أصبح له صورتانمتى يجوز الصلاة بالحذاء؟.. شوقى علام يجيب
وجاء توضيح المفتي السابق من خلال بيان رسمي نُشر على البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، واشتمل على عدد من النقاط المفصلة:
أولًا: المقولة المعروفة بـ'دعوة أربعين غريبًا مستجابة' ليست حديثًا نبويًا، بل هي من العبارات التي شاع تداولها على ألسنة الناس دون أصل لها في كتب السنة، وإن كان المعنى العام للدعاء بظهر الغيب قد ورد في عدد من الأحاديث الصحيحة.
ومنها حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن أسرع الدعاء إجابة؛ دعوة غائب لغائب»، رواه أبو داود والترمذي في 'سننيهما'.
ثانيًا: الدعاء للغير مشروع في الإسلام، وهو أكثر رجاءً في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة من يُدعى له، لأنه أبلغ في الإخلاص والنية، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل»، وهو حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
ثالثًا: لم يرد في النصوص الشرعية أي قيد يتعلق بعدد معين كشرط لاستجابة الدعاء، سواء كان أربعين أو غيره، ولا بشرط أن يكون الداعون غرباء، وإنما جاء في الشرع أن الدعاء بظهر الغيب له فضل عظيم، ويُرجى قبوله من الله تعالى إذا توافرت شروطه وانتفت موانعه.