لا تزال موافقة حركة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقي بظلالها على المشهد الدولي، فبينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أوقف التقدم في مدينة غزة وأصدر أوامر بالتحول إلى نقاط دفاعية بدلًا من كونها هجومية، قالت وزارة الخارجية المصرية، أمس السبت، إنها وجهت دعوة لممثلين عن إسرائيل وحركة حماس لإجراء محادثات يوم الإثنين في القاهرة.

وتُعد هذه المحادثات جزءًا من الجهود الرامية إلى البناء على الزخم الإقليمي والدولي الذي أحدثه عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطة السلام في غزة.

ملامح الموقف الفلسطيني من خطة ترامب

وصرّحت حماس بأنها مستعدة من حيث المبدأ لتسليم جميع الرهائن الأحياء والأموات، إلا أن ذلك مشروط بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، كما هو موضح في خطة السلام، و'بضمان توافر الظروف المناسبة للتبادل على الأرض'، دون تقديم مزيد من التوضيحات حول هذه الشروط.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيرأس الوفد الإسرائيلي المشارك في المحادثات بالقاهرة.

وأضاف المصدر أن المرحلة الأولى ستتناول التنسيق الفني لآلية إطلاق سراح الرهائن، على أن تليها مفاوضات جوهرية بشأن المراحل التالية من الاتفاق، مشيرًا إلى أنه في حال فشل التوصل لاتفاق، ستواصل إسرائيل القتال في غزة.

وأكدت مصادر لقناة القاهرة الإخبارية أن اللقاءات ستكون غير مباشرة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في العاصمة المصرية.

أجندة اللقاء المرتقب بين وفدي حماس وإسرائيل في القاهرة

ووفق تقارير إعلامية، فإن اللقاء سيشهد تسليم إسرائيل للوفد الفلسطيني خرائط الانسحاب من القطاع، وبدء التحضيرات الخاصة بتبادل الأسرى من الجانبين. وأضافت المصادر أن الوفدين سيناقشان تهيئة الظروف الميدانية في قطاع غزة لبدء عملية التبادل، وضمان تنفيذها وفق الضمانات الدولية.

وأفاد مصدر أمني مصري رفيع المستوى ببدء تحرك وفدي إسرائيل وحماس نحو القاهرة، للتباحث حول ترتيب الظروف الميدانية لعملية التبادل لجميع المحتجزين والأسرى طبقًا لمقترح الرئيس ترامب.

تصريحات نتنياهو وترامب بشأن خطة السلام

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح السبت بأن حماس ستتخلى عن أسلحتها بالاتفاق أو بالقوة العسكرية، موضحًا في مؤتمر صحفي تعليقًا على موافقة حماس الجزئية على خطة ترامب لإنهاء الحرب: 'أصدرت أوامري للوفد الإسرائيلي الذي توجه إلى مصر لبحث خطة ترامب، بإجراء مفاوضات لعدة أيام فقط'.

وتوجه نتنياهو بالشكر إلى الرئيس ترامب على الدعم الذي قدمه في هذه الخطة، مضيفًا أن حماس اضطرت لقبولها بسبب الضغط العسكري.

من جانبه، قال ترامب السبت إن إسرائيل وافقت على خط الانسحاب الأولي من قطاع غزة، مضيفًا في منشور على حسابه عبر تروث سوشيال: 'بعد مفاوضات، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذي أطلعنا حماس عليه، وعندما تؤكد حماس ذلك سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فورًا، وسيبدأ تبادل الأسرى والمفقودين، وسنهيئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب التي ستقربنا من نهاية هذه الكارثة'.

وفي تصريح آخر لموقع أكسيوس، قال ترامب: 'نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق سلام في غزة، وسأدفع نحو إتمام الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة'.