كشفت مصادر مطلعة في قطاع الأعمال العام عن تفاصيل العرض التركي الخاص بتطوير صناعة الأسمدة في الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام في مصر، والدخول في شراكة استراتيجية مع هذه الشركات.

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ'الدستور' أن العرض يتضمن إنشاء شركة مشتركة بين قطاع الأعمال العام والجانب التركي، وذلك في إطار إقامة مصنع جديد بتكلفة استثمارية تبلغ مليار دولار، مع إمكانية المشاركة مع إحدى الشركات التابعة للوزارة لتطوير خطوط الإنتاج.

وأضافت المصادر أن الجانب التركي قدم إمكانياته في اجتماعه الأخير مع وزير قطاع الأعمال العام، مشيرة إلى أن العرض ما زال محل دراسة من قبل الوزارة في الوقت الحالي.

تعد شركات قطاع الأعمال العام التي تعمل في مجال الأسمدة من أبرز اللاعبين في السوق المصري، ومن بينها شركة الدلتا للأسمدة (طلخا)، التي شهدت في فبراير 2024 توقيع اتفاقية تعاون مع شركة 'تيسين كروب' الألمانية لإعادة تأهيل وتشغيل مصنعي اليوريا والأمونيا. ويتضمن المشروع رفع الطاقة الإنتاجية إلى 1400 طن يوميًا، بالإضافة إلى تحديث وحدات المرافق الخارجية والمركزية، بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية.

أما شركة الصناعات الكيماوية المصرية (كيما) في أسوان، فتسعى لتنفيذ مشروع لإنتاج حامض النيتريك ونترات الأمونيوم بطاقة إنتاجية تبلغ 600 طن يوميًا و665 طنًا يوميًا على التوالي. تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 297 مليون دولار، ويهدف إلى تعزيز قدرات الشركة الإنتاجية وتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير.

وفيما يخص شركة النصر للأسمدة في السويس، تخطط الشركة لإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء الصديقة للبيئة بالتعاون مع شركة 'بنشمارك'. سيتم بناء المصنع على مساحة 470 ألف متر مربع بنظام حق الانتفاع، مع إنشاء خط أنابيب بطول 10 كيلومترات لتصدير الأمونيا إلى الأسواق الخارجية. تقدر تكلفة المشروع بحوالي 700 مليون دولار، ويهدف إلى إنتاج 1000 طن يوميًا من الأمونيا الخضراء.

تُعد شركة الدلتا للأسمدة، التي تأسست عام 1998 وتتبع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، من أبرز شركات إنتاج الأسمدة في مصر. وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، توقفت الشركة عن العمل، مما أدى إلى تكبدها خسائر بلغت 309 ملايين جنيه في العام المالي 2022-2023.

وفي إطار جهود الحكومة المصرية لإعادة إحياء وتطوير الشركة، تم وضع خطة شاملة للتطوير من المتوقع تنفيذها خلال عام 2025. تشمل الخطة إعادة تأهيل مصانع الشركة، خاصة مصنعي الأمونيا واليوريا، بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية وتحسين الكفاءة التشغيلية. ومن المتوقع أن تصل التكلفة الاستثمارية لهذه العملية إلى حوالي 450 مليون دولار.

تتنافس أربع شركات مصرية وعربية على تنفيذ مشروع التطوير، وهي شركة أبوقير للأسمدة، شركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو)، الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، إضافة إلى شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. من المتوقع إرساء التعاقد مع إحدى هذه الشركات خلال الربع الأول من عام 2025، بعد الانتهاء من عملية التقييم واختيار المقاول الأنسب. وتعمل شركة 'بيكر تيلي' للاستشارات المالية على إعداد التقييم العادل لعملية إعادة تأهيل وتطوير مصانع الدلتا للأسمدة، ومن المتوقع الانتهاء منه قريبًا. كما تم تكليف بنك الاستثمار الأهلي فاروس بالترويج لعملية إعادة التطوير بين المستثمرين أو التحالفات المهتمة بالمشاركة.

تهدف عملية التطوير إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لمصنعي الأمونيا واليوريا، حيث تسعى الشركة إلى رفع طاقة مصنع الأمونيا إلى الحد الأقصى البالغ 1400 طن يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير وحدات المرافق الخارجية والمركزية لخدمة محطات الإنتاج المختلفة.

من المتوقع أن يسهم هذا التطوير في تعزيز قدرة الشركة على تلبية احتياجات السوق المحلية من الأسمدة وزيادة الصادرات، مما يدعم الاقتصاد المصري ويوفر فرص عمل جديدة. كما يتماشى هذا المشروع مع استراتيجية الحكومة المصرية لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية لتطوير الصناعات الوطنية.