قال أحمد كامل البحيري المحلل السياسي، إن هذه الحملات التي تستهدف مصر ليست جديدة، ولن تكون الأخيرة، سواء في قضية غزة أو قضايا أخرى مثل ليبيا أو السودان.

وقال البحيري في مداخلة مع قناة 'القاهرة الإخبارية': 'هذه الحملات تسعى إلى تقييم أو التشكيك في الدور المصري، وهو ما أصبح نمطًا متكررًا في تناول قضايا الإقليم'.

وأضاف: 'هناك عدة أطراف تقف خلف هذه الحملات، منها الفاعلون من دون الدول وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية، إضافة إلى قوى إقليمية تتقاطع أجنداتها ومصالحها مع موقف الدولة المصرية، خصوصًا في ظل وجود خط ثابت في السياسة المصرية لا يروق لهذه القوى'.

وأشار إلى أن السياسة المصرية تتمسك بعدد من الثوابت، منها رفض مشاريع تفتيت الدول كما حدث في ليبيا وسوريا والعراق ورفض التعامل مع الميليشيات المسلحة أو الجماعات العنيفة، بخلاف بعض الدول التي تربطها علاقات بجماعات مثل القاعدة، وداعش وهيئة تحرير الشام وطالبان.

وتابع: 'من الثوابت المصرية أيضا الامتناع التام عن الانخراط في خطاب أو سلوك طائفي (سني/شيعي، مسلم/مسيحي) والحفاظ على وحدة الدولة الوطنية والتعامل فقط مع مؤسسات الدولة الشرعية، كما هو الحال في الموقف من السودان، حيث تتعامل مصر مع الجيش السوداني وليس مع المليشيات'.

وأكمل: 'مصر، ومنذ البداية، تتبنى موقفًا ثابتًا من القضية الفلسطينية قائمًا على وحدة الأرض الفلسطينية (الضفة وغزة) وحق العودة، وترفض بشدة أي مشاريع تهدف إلى توطين الفلسطينيين أو منحهم الجنسية المصرية، وهذا لا يعني حرمانهم من التعليم أو الرعاية، بل الحفاظ على الهوية الفلسطينية كحق أساسي مرتبط بالعودة'.

وأوضح أن هناك أطرافًا دولية تسعى إلى إعادة صياغة الصراع العربي-الإسرائيلي، من خلال التنازل عن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وإلغاء حق العودة، والدفع باتجاه تجنيس الفلسطينيين في الدول المضيفة مثل مصر ولبنان، وهو ما ترفضه مصر تمامًا