مسقط 27 أبريل /بنا/ تُعد حديقة النباتات العُمانية مشروعًا رائدًا يُبرز التنوع النباتي والمناظر الطبيعية والتراث الثقافي الفريد لسلطنة عُمان. تقع الحديقة في قرية الخوض بولاية السيب، وتمتد على مساحة 430 هكتارًا، محاطة بجبال عُمان الشمالية، لتُشكل نموذجًا للاستدامة البيئية وفخرًا بالإرث الطبيعي الغني للسلطنة.

تجمع الحديقة بين الطابع العلمي والثقافي والسياحي، حيث تحتضن تنوعًا نباتيًا استثنائيًا ومساحات شاسعة تروي حكايات النباتات العُمانية، ممزوجة بعراقة التراث وروح الابتكار العلمي، لتكون منصة تُخلّد هذا الإرث للأجيال القادمة.

أكد المهندس محمد بن محمود الزجالي، مستشار الوزير للشؤون الهندسية والمشرف على المشروع، في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا) خلال زيارة ميدانية، أن الحديقة تُعد من أبرز المبادرات الوطنية في مجالي البيئة والثقافة. وأوضح أنها تُجسّد توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق، الهادفة إلى الحفاظ على التنوع النباتي والإرث الطبيعي للسلطنة.

وأشار الزجالي إلى أن المشروع انطلق بتشكيل فريق عُماني متخصص لجمع وتوثيق النباتات العُمانية، قبل أن يتطور بالتعاون مع مؤسسات علمية محلية ودولية، مما عزز البعد البحثي للحديقة. وقد تم توثيق أكثر من 1450 نوعًا نباتيًا، منها أكثر من 100 نوع مستوطن ينمو حصريًا في عُمان.

وأضاف أن الحديقة، الأولى من نوعها في شبه الجزيرة العربية وواحدة من أكبر الحدائق النباتية عالميًا، صُممت لتعكس التنوع البيئي العُماني الفريد، مبرزة أهمية النباتات في حياة المجتمع. وتضم الحديقة صوبتَي جبال ظفار والحجر، وهما من أضخم البيئات المغلقة، إلى جانب بيئات خارجية مثل الصحراء الحصوية، الكثبان الرملية، والسبخات الفلاحية. كما تُبرز المدرجات الزراعية التقليدية المدعومة بنظام الأفلاج، وبساتين النخيل، والمحاصيل الزراعية، لتحكي قصص التراث والممارسات الزراعية العُمانية.

وتحتضن الحديقة معارض تفاعلية تُحفّز حواس الزوار من خلال المشاهد، الأصوات، الروائح، والمذاقات، لتعكس جمال التنوع النباتي والتراث الثقافي. وأكد الزجالي أن المشروع يحمل رسالة توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الجديدة والمجتمع، ودعم المزارعين لتطوير منتجاتهم، والترويج عالميًا للإرث النباتي العُماني.

ومن المتوقع افتتاح الحديقة نهاية العام الجاري، لتكون أيقونة عالمية تحتفي بالنباتات العُمانية، معروضة في بيئات محاكية لمواطنها الطبيعية بمختلف محافظات السلطنة.

من نورة البنخليل

ع.إ , Z.I