متابعات- نبض السودان

اندلع حريق ضخم صباح الجمعة في جنائن النخيل بمدينة كرمة، الواقعة في الولاية الشمالية، مما أثار حالة من القلق بين سكان المنطقة، خاصة مع غياب أي توضيحات رسمية حتى اللحظة بشأن أسباب الحريق وحجم الخسائر الناتجة عنه.

الدفاع المدني ينجح في إخماد النيران

تمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على الحريق بعد جهود مكثفة امتدت لساعات، حيث ساهم تدخلهم السريع في الحد من انتشار النيران التي اشتعلت وسط النخيل الكثيف في المدينة الزراعية. ورغم السيطرة على الحريق، لم تصدر أي جهة حكومية بيانًا يوضح تفاصيل الحادث، أو يكشف عن حجم الضرر الذي لحق بالجنائن المتضررة.

تكرار الظاهرة يثير القلق في الولاية الشمالية

تشهد مناطق النخيل في الولاية الشمالية حرائق متكررة منذ عدة أعوام، وسط تساؤلات ملحة من المواطنين والمزارعين حول أسباب هذا التكرار الغامض، وما إذا كانت هذه الحرائق عرضية أم ناتجة عن إهمال أو أفعال متعمدة.

وتُعد الولاية الشمالية من أكبر المناطق المنتجة للتمور في السودان، وتتميز بكثافة زراعية عالية في زراعة أشجار النخيل، التي تُشكل مصدر دخل أساسي لعدد كبير من السكان المحليين، إلى جانب وجود مشاريع زراعية كبرى تابعة للقطاعين العام والخاص.

النخيل.. ثروة زراعية مهددة

تُعد أشجار النخيل في الشمالية كنزًا زراعيًا واقتصاديًا، إذ تُسهم في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال إنتاج التمور وتصديرها للأسواق المحلية والإقليمية. غير أن تكرار حرائق النخيل بات يهدد هذه الثروة الزراعية، ويضع مستقبل مزارعي التمور في مهب الريح.

وطالب عدد من المهتمين بالشأن الزراعي بضرورة فتح تحقيقات عاجلة في الحادث، ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء تكرار اشتعال النيران في بساتين النخيل، مع ضرورة وضع خطط حماية مدروسة ومستدامة للحفاظ على هذه الأشجار من التهديدات البيئية أو البشرية.

مطالب بتدخل حكومي عاجل

دعا نشطاء ومزارعون في الشمالية الحكومة المركزية والجهات ذات الصلة إلى إرسال فرق تحقيق فوري، وتقديم دعم فني وتقني للمزارعين في الولاية، خصوصًا في ظل شح الموارد والإمكانات التي تعاني منها معظم المناطق الزراعية هناك.

كما نبه خبراء زراعيون إلى أهمية تركيب أنظمة مراقبة وإنذار مبكر داخل مشاريع النخيل، إلى جانب تنظيم حملات توعية بالمخاطر المحتملة وطرق التعامل مع الطوارئ.

جنائن كرمة.. منطقة زراعية في قلب الخطر

تُعد مدينة كرمة من أقدم وأهم المناطق الزراعية في السودان، وتحتضن مساحات واسعة من جنائن النخيل التي توارثها الأهالي جيلاً بعد جيل. وقد أثار الحريق الأخير موجة من الحزن والخوف بين أهالي المدينة، خاصة أن الحادث تكرر أكثر من مرة دون نتائج واضحة أو تحركات فاعلة.

ويحذر مزارعو كرمة من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل حقيقي سيؤدي إلى تراجع إنتاج التمور بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي ويهدد الأمن الغذائي في المنطقة.

دعوات للتحقيق والمساءلة

مع تزايد وتيرة هذه الحوادث، ارتفعت الأصوات المطالبة بمحاسبة أي جهات مقصرة في حماية المناطق الزراعية، أو متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الكوارث المتكررة، مشددين على أن بقاء الأمور دون حسم سيقود إلى خسائر أكبر في المستقبل القريب.