متابعات- نبض السودان

كشفت مصادر عسكرية مطلعة  عن جريمة جديدة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، تمثلت في تصفية ميدانية لعدد من مقاتلي الحركتين المسلحتين التابعتين للهادي إدريس والطاهر حجر، عقب مشاركتهم في الهجوم الأخير الذي شنته المليشيا على مدينة الفاشر، والذي انتهى بفشل ذريع وهزيمة قاسية على يد القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية.

هروب جماعي واتهامات بالانهيار في ساحة المعركة

وبحسب المصادر، فإن المليشيا وجهت اتهامات مباشرة لعناصر من قوات الهادي إدريس والطاهر حجر بالفرار من ساحة القتال، وحمّلتهم المسؤولية الكاملة عن الانهيار السريع الذي واجهته وحداتها خلال المعركة التي دارت رحاها على تخوم مدينة الفاشر، بحسب 'دارفور الآن'.

المصادر ذاتها أكدت أن قيادة مليشيا الدعم السريع اعتبرت انسحاب هذه العناصر 'خيانة عسكرية'، وقامت على إثر ذلك بتنفيذ عمليات قتل ميداني وصفت بالبشعة، في إطار سياسة الترهيب الداخلي التي تنتهجها المليشيا ضد أي صوت معارض داخل صفوفها.

انهيارات داخلية.. واحتقان بين المليشيات المتحالفة

وتؤشر هذه الحادثة على عمق التصدعات والانقسامات داخل صفوف مليشيا الدعم السريع وحلفائها من الحركات المسلحة، الذين انخرطوا في القتال ضمن صفقة مشبوهة مقابل وعود سياسية ومكاسب مالية.

وتشير تقارير إلى أن الفشل المتكرر للمليشيا في السيطرة على مدينة الفاشر الاستراتيجية، تسبب في حالة من الاحتقان الشديد داخل معسكراتها، وسط تصاعد الاتهامات المتبادلة بين قياداتها وبين المقاتلين التابعين للقيادات المدنية التي انحازت للتمرد.

استغلال الحركات المسلحة في المعارك.. ثم التخلص منها

وتُعد هذه الجريمة امتدادًا لما وصفه مراقبون بـ'أسلوب الدعم السريع في التخلص من الحلفاء عند أول منعطف'، حيث استغلت المليشيا مقاتلي الحركات المسلحة في الخطوط الأمامية للهجوم على الفاشر، ثم تخلت عنهم عند أول انتكاسة ميدانية.

مصادر من داخل ولاية شمال دارفور أكدت وجود توتر متزايد بين مقاتلي الحركات والمليشيا، في ظل اتهامات بالاستغلال والخداع، خاصة بعد أن أصبح مقاتلو إدريس وحجر وقودًا لحرب لا يملكون فيها قرارًا ولا قيادة.

مآلات الهزيمة في الفاشر تطيح بالتحالفات الهشة

ويأتي هذا التطور في أعقاب سلسلة هزائم متوالية تلقتها مليشيا الدعم السريع في محيط مدينة الفاشر، حيث تمكنت القوات المسلحة والقوى الشعبية من صد هجمات المليشيا وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة، ما دفع المليشيا إلى البحث عن كبش فداء تلقي عليه اللوم، فوجدت ضالتها في مقاتلي الحركات.

ويرى مراقبون أن عمليات التصفية الداخلية تكشف هشاشة التحالف العسكري والسياسي الذي تقوده المليشيا، وأن القادم قد يحمل انهيارات أوسع في جبهة الدعم السريع إذا استمر الاحتقان بين حلفائها من الحركات المسلحة