أثارت الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد بتوقيت إيران، ردود فعل متباينة من قادة العالم، تراوحت بين الإشادة بالقرار من جانب إسرائيل، ودعوات الأمم المتحدة لتهدئة التصعيد، وإدانات من دول أخرى.

ووفقًا لتقرير نشره موقع 'جي إم إيه نيوز' المتخصص في الشؤون الآسيوية، فقد جاءت هذه الردود تعبيرًا عن القلق العالمي من تداعيات هذا التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه البالغ إزاء استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة. وفي بيانه، وصف الهجوم بأنه تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية، محذرًا من مخاطر انزلاق الصراع إلى حالة خارجة عن السيطرة، مع عواقب كارثية على المدنيين والمنطقة والعالم.

ودعا جوتيريش الدول الأعضاء إلى تهدئة التوترات والالتزام بالميثاق الأممي، مؤكدًا أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للحل.

على صعيد آخر، أعربت دول عدة من بينها نيوزيلندا وأستراليا عن دعمها للدبلوماسية كبديل عن العمل العسكري.

فقد شدد وزير خارجية نيوزيلندا ونستون بيترز على ضرورة تجنب التصعيد العسكري واستئناف المحادثات، بينما أشار متحدث باسم الحكومة الأسترالية إلى أن برنامج إيران النووي والصاروخي يشكل تهديدًا، لكنه دعا إلى الحوار والدبلوماسية لتحقيق استقرار المنطقة.

في المقابل، أدانت دول مثل فنزويلا وكوبا والمكسيك الهجوم بشدة، معتبرة إياه انتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وطالبت بوقف فوري للأعمال العدائية.

وأشاد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا إياه بالجريء والتاريخي. وفي بيان مسجل، قال نتنياهو إن هذا الهجوم سيغير التاريخ، معتبرًا أنه يمنع 'النظام الأكثر خطورة في العالم' من امتلاك 'الأسلحة الأكثر خطورة'.

وأضاف نتنياهو أن العملية العسكرية التي استهدفت منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان تعكس التزام الولايات المتحدة وحلفائها بضمان الأمن الإقليمي والعالمي.

وأكد أن هذه الضربات تمثل رسالة قوية لإيران بأن المجتمع الدولي لن يتسامح مع طموحاتها النووية، مشددًا على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التهديدات المشتركة.

على منصات التواصل الاجتماعي، أبدى عدد من كبار السياسيين والمعلقين تأييدًا للضربات الأمريكية، معتبرين إياها خطوة ضرورية لردع إيران.

فقد كتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج على منصة إكس أن الضربات الأمريكية تمثل 'نقطة تحول' في مواجهة ما وصفه بـ'قوى الإرهاب'، مشيدًا بشجاعة ترامب وداعيًا إلى مسار يقوم على الأمل والسلام.

كما علق كريم سجادبور من مؤسسة كارنيجي على منصة إكس، مشيرًا إلى أن القصف الأمريكي للمنشآت النووية قد يحدث تحولًا جذريًا في إيران والشرق الأوسط، وربما في النظام العالمي، مؤكدًا أن تأثيره سيمتد لعقود.

في المقابل، شهدت منصة إكس منشورات معارضة للضربات الأمريكية، حيث اعتبرها البعض تصعيدًا خطيرًا، ومن هذا الفريق المعارض للإجراءات الأمريكية، كانت النائبة الأمريكية إلهان عمر كتبت على إكس أن الضربات التي نفذت دون تفويض من الكونجرس تمثل تصعيدًا متهورًا يزيد من العنف ويعرض استقرار المنطقة للخطر.

كما سخرت منشوران أخرى من قرار ترامب 'الأسطورية' التي لم تُحدث أي تأثير ملحوظ في طهران، ولم تُقلق حتى 'الديوك في قُم'، معبرين عن استهجانه للرواية الأمريكية حول قوة الهجوم، باعتبار أن الديوك هي التي تكون مستيقظة في الصباح الباكر.