عشبة الرجلة (Portulaca oleracea) هي إحدى النباتات التي تمتاز بخصائص غذائية وطبية فريدة، وقد استخدمها الناس في العديد من الثقافات منذ قرون كعلاج طبيعي لمجموعة من الأمراض. رغم أن الرجلة قد لا تحظى بشهرة واسعة في بعض الأماكن، إلا أنها تعتبر من النباتات الفائقة الفائدة الصحية بفضل محتواها الغني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية.

في هذا المقال، سنتناول أبرز فوائد تناول عشبة الرجلة وأسباب إقبال الكثيرين على إضافتها إلى نظامهم الغذائي، بحسب ما نشره موقع هيلثي.

عشبة الرجلة تعتبر واحدة من أفضل مصادر الأحماض الدهنية أوميغا-3 النباتية. حيث تحتوي على حمض ألفا-لينولينيك (ALA)، الذي يعد نوعًا من الأحماض الدهنية الأساسية التي تعزز صحة القلب والأوعية الدموية.

هذه الأحماض الدهنية تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتحسين مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

تحتوي الرجلة على مستويات عالية من الكالسيوم و المغنيسيوم، وهما عنصران حيويان لصحة العظام. يساعد الكالسيوم في تقوية العظام والأسنان، بينما يلعب المغنيسيوم دورًا في تحسين امتصاص الكالسيوم داخل الجسم.

هذا يجعل من عشبة الرجلة خيارًا طبيعيًا يدعم صحة العظام، ويقي من مشاكل مثل هشاشة العظام، خاصة لدى كبار السن.

الرجلة تحتوي على كميات كبيرة من الألياف، مما يجعلها مفيدة في تعزيز صحة الجهاز الهضمي. الألياف تساهم في تحسين حركة الأمعاء، مما يساعد في تقليل مشاكل مثل الإمساك والانتفاخ. إضافة الرجلة إلى النظام الغذائي يمكن أن تحسن من عملية الهضم بشكل عام، كما أن الألياف تدعم نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

تعتبر الرجلة مصدرًا ممتازًا ل فيتامين E و فيتامين C، وهما من أهم الفيتامينات التي تدعم صحة الجلد. فيتامين E يعمل كمضاد للأكسدة يحمي الجلد من الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية والملوثات البيئية، بينما فيتامين C يعزز من إنتاج الكولاجين، مما يساعد على الحفاظ على مرونة الجلد وتقليل ظهور التجاعيد. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تناول الرجلة مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من حب الشباب أو التهابات الجلد، حيث يمتلك النبات خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات.

عشبة الرجلة تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة، مثل الفيتوستيرول و الكاتشينات، التي تساهم في تقليل التأثيرات الضارة للجذور الحرة على الجسم. هذه المركبات تعمل على تقليل الالتهابات في الأوعية الدموية وتحسين مرونتها، مما يساهم في تحسين تدفق الدم والوقاية من أمراض القلب. علاوة على ذلك، تساعد الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في الرجلة في تقليل ضغط الدم المرتفع.

أظهرت بعض الدراسات أن عشبة الرجلة قد تساعد في خفض مستويات السكر في الدم، مما يجعلها مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو من لديهم مستويات سكر مرتفعة في الدم. المواد الطبيعية الموجودة في الرجلة تساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين، مما يسهم في تنظيم مستويات السكر.

الرجلة تحتوي على مركبات مضادة للالتهابات مثل الأحماض الدهنية أوميغا-3 و الفلافونويد، وهذه المركبات يمكن أن تساعد في تقليل الالتهابات في الجسم، وبالتالي تقليل أعراض الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل أو أمراض الأمعاء الالتهابية. يمكن أن تكون عشبة الرجلة مفيدة في تقليل الألم والتورم الناجم عن الالتهابات.

تحتوي الرجلة على فيتامين A و البيتا كاروتين، مما يجعلها مفيدة لصحة العين. هذه العناصر الغذائية تساعد في الحفاظ على صحة الشبكية والوقاية من المشاكل المرتبطة بالعمر مثل الضمور البقعي فيتامين A أيضًا يلعب دورًا في الحفاظ على الرؤية الليلية وتقوية العيون ضد الأضرار البيئية.

تحتوي الرجلة على المغنيسيوم والعديد من المركبات الأخرى التي تساهم في تحسين المزاج وتخفيف التوتر والقلق. المغنيسيوم، على وجه الخصوص، يعتبر من المعادن التي تلعب دورًا مهمًا في تقليل التوتر وتحفيز إفراز السيروتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة.

تتميز الرجلة بمحتواها الغني من الفيتامينات والمعادن التي تعزز الجهاز المناعي. الفيتامينات مثل فيتامين C و فيتامين A تعمل كمضادات للأكسدة وتحفز الجهاز المناعي على مقاومة العدوى. أيضًا، المواد المضادة للبكتيريا التي تحتوي عليها الرجلة تساعد في مكافحة الجراثيم والفيروسات.

عشبة الرجلة هي واحدة من الأعشاب الطبيعية التي تمتاز بقدرتها على تحسين الصحة بشكل عام. من تقوية العظام وتحسين الهضم إلى دعم صحة القلب والعينين، يمكن اعتبار الرجلة إضافة غنية ومفيدة لنظامك الغذائي. بما أنها تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا-3، والفيتامينات، والمعادن، فإنها تعتبر خيارًا مثاليًا لتحسين الصحة العامة وتوفير الفوائد العلاجية للكثير من الحالات. سواء أضفتها إلى السلطات أو تناولتها كوجبة خفيفة، فإن عشبة الرجلة تعزز من جودة حياتك الصحية بشكل مدهش.