متابعات- نبض السودان

شهد مؤتمر صحفي للرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء توتراً ملحوظاً بعدما وجه انتقاداً لاذعاً لمراسل وكالة 'رويترز' جيف ماسون، ونعته بأنه 'مراسل من الدرجة الثالثة'، وذلك رداً على سؤال حول شفافية مشروع هدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض، وهو المشروع الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.

ترامب يدافع عن شفافية مشروع الهدم ويعرض صور التصميم الجديد

وخلال المؤتمر الصحفي، شدد ترامب على أن إدارته تتعامل مع المشروع بكل شفافية ووضوح، مشيراً إلى أنه 'عرض الخطط على كل المهتمين'، مضيفاً أن بعض الصحفيين 'لم يبذلوا جهداً كافياً للاطلاع على التفاصيل'. وأظهر الرئيس الأميركي صوراً للتصميم الجديد للقاعة داخل البيت الأبيض، موضحاً أن التصميم حظي بـ'تقييمات رائعة' من قبل الخبراء والمعماريين الدوليين.

شرارة الخلاف: سؤال عن هدم الجناح الشرقي بالكامل

وجاءت مشادة ترامب مع مراسل رويترز عقب سؤال وجهه الأخير بشأن أسباب هدم الجناح الشرقي بالكامل، وهو ما وصفه ماسون بأنه 'قرار أثار دهشة كثيرين'، مما دفع ترامب للرد بحدة قائلاً إن القرار 'قائم على دراسات معمقة أجراها مع أفضل المهندسين المعماريين في العالم'، مؤكداً أن البناء الأصلي الذي شُيّد عام 1902 لم يتبق منه الكثير بعد عمليات التجديد السابقة.

مشروع بقيمة 250 مليون دولار بتمويل خاص

وفي محاولة لتوضيح خلفيات المشروع، أعلن ترامب أن تكلفة أعمال الهدم وإعادة البناء تبلغ 250 مليون دولار، مشدداً على أن هذه المبالغ لن تتحملها الخزانة العامة الأميركية، بل سيتم تمويلها بالكامل عبر تبرعات من شركات خاصة كبرى مثل أبل وأمازون. وأضاف أن المشروع يهدف إلى تحديث مرافق البيت الأبيض بما يتناسب مع معايير الأمان والتكنولوجيا الحديثة دون المساس بجماله التاريخي.

انتقادات سياسية واسعة وتصريحات لافتة من ترامب

ورغم دفاع ترامب القوي عن المشروع، واجهت خطته انتقادات حادة من شخصيات معارضة، أبرزها المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون التي وصفت المشروع بأنه 'تدمير للبيت الأبيض'، معتبرة أن الهدم الكامل للجناح الشرقي يشوه أحد أهم المعالم التاريخية في الولايات المتحدة. ورد ترامب على هذه الانتقادات بطريقة ساخرة خلال المؤتمر، قائلاً إن أصوات أعمال البناء التي يسمعها من مكتبه 'تذكره بصوت المال'، معبراً عن حبه لصوت البناء لأنه يعني التقدم والنمو.

تفاعل واسع مع الفيديو المثير للجدل

الفيديو الذي يوثق لحظة غضب ترامب وانتقاده لمراسل رويترز انتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى أن ترامب مارس حقه في الرد على 'أسئلة استفزازية'، وبين معارض اعتبر تصرفه دليلاً على ضيق صدره تجاه الصحافة. وتأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الأذهان سلسلة من المواجهات السابقة بين ترامب وعدد من الصحفيين خلال فترة رئاسته الأولى، والتي لطالما أثارت الجدل حول علاقته المتوترة مع وسائل الإعلام الأميركية.