انطلقت أمس الأحد في العاصمة الغينية مالابو أعمال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، وذلك بمشاركة فاعلة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عزز بحضوره الديناميكي أجواء القمة الإقليمية الأهم، وسط اهتمام واسع من القادة الأفارقة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مشاركة الرئيس السيسي تمثل 'الإحياء الثاني للعلاقات المصرية الإفريقية'. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ 'صدى البلد'، أن هذا الحضور الفاعل يأتي في إطار سياسة مصرية خارجية نشطة، يقودها رئيس يتمتع برؤية استباقية ومقاربة واقعية تقوم على المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة مع دول القارة.

وأشار فهمي إلى أن تركيز اللقاءات الرئاسية على دول غرب إفريقيا يعد دلالة واضحة على توجه مصري لتوسيع دوائر التعاون خارج الشراكات التقليدية في حوض النيل والقرن الإفريقي، بما يعكس فهما عميقا لأهمية تعزيز النفوذ المصري في الجغرافيا الإفريقية الأوسع.

على هامش القمة، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من القادة الأفارقة، أكدت جميعها على متانة العلاقات بين مصر وهذه الدول، وحرص القاهرة على دفع التعاون الثنائي والقاري إلى آفاق أرحب.

والتقى الرئيس السيسي بالرئيس الأنجولي جواو لورينسو، حيث أشاد الرئيس السيسي بالدور الفاعل للرئاسة الأنجولية في دعم العمل الإفريقي المشترك. 

من جانبه، عبر الرئيس الأنجولي عن تقديره للدور المصري التاريخي والمحوري في القارة الإفريقية، مؤكدا أهمية التعاون بين البلدين.

وقد تطرق اللقاء إلى مناقشة أوضاع السلم والأمن بالقارة، وملفات حساسة مثل القرن الإفريقي، السودان، حوض النيل، ومنطقة الساحل، إلى جانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء الزخم المتزايد الذي تشهده العلاقات بين البلدين.

وفي لقاء آخر، اجتمع الرئيس السيسي بالرئيس 'تيودورو أوبيانج نجيما' رئيس غينيا الاستوائية، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية، كما أشاد الرئيس السيسي باستضافة غينيا لاجتماع القمة، معتبرا ذلك دليلا على التزامها الفاعل بقضايا القارة.

كما التقى الرئيس السيسي بالرئيس الغاني 'جون ماهاما'، وتم خلال اللقاء بحث فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية، والتعاون المشترك في ضوء استضافة غانا لمقر اتفاقية التجارة الحرة القارية. 

وتم التأكيد على أهمية رفع مستوى التجارة البينية وتذليل العقبات أمام تحقيق التكامل الاقتصادي على مستوى القارة، في ظل تولي مصر رئاسة مجلس وزراء تجارة المنطقة.

وفي إطار حرصه على تكامل الرؤى الإفريقية، أجرى الرئيس السيسي لقاءات ثنائية مع عدد من القادة، منهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والرئيس الجابوني بريس أوليجي نجيما، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وكذلك مع 'محمد إيسوفو'، رئيس النيجر السابق ورائد منطقة التجارة الحرة القارية.

وقد تم خلال هذه اللقاءات بحث سبل دفع جهود التنمية، وتعزيز التكامل القاري، ومناقشة ملفات الأمن والسلم في إفريقيا، وهو ما يعكس اهتماما مصريا واضحا بتعزيز حضورها الإقليمي ودعم منظومة الاستقرار والتنمية في القارة.

وفي تعليقه على كلمة الرئيس خلال القمة، أكد عدد من النواب وممثلي القوى السياسية أن الكلمة تضمنت رسائل استراتيجية مهمة، على رأسها التأكيد على أن تحقيق السلم والأمن هو أولوية قصوى لأفريقيا، وأن مصر شريك رئيسي في صياغة حلول للتحديات الإقليمية.

وأشاروا إلى أن المشاركة المصرية في القمة رغم التحديات الإقليمية والظروف المحيطة تؤكد إدراكا استراتيجيا لدور مصر المحوري في القارة، ومكانتها كدولة لا تنعزل عن محيطها بل تعمل على تقديم رؤى تدفع نحو الاستقرار والتنمية.

والجدير بالذكر، أن المشاركة المصرية الفاعلة في القمة التنسيقية للاتحاد الإفريقي لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل تجسيد لرؤية سياسية واعية تستند إلى التحرك الفاعل، والشراكة المتوازنة، والاهتمام العميق بقضايا القارة.

فمصر اليوم، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعيد ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية تسعى لتأمين مستقبل مشترك يقوم على الاستقرار، والتكامل، والتنمية.