اندلع حريق كبير في بلدة مينتريدا الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومترًا جنوب غربي العاصمة الإسبانية مدريد. 

ومع ساعات بعد الظهر، اشتعلت النيران في منطقة شاسعة من الأراضي الجافة، لتتحول سماء العاصمة إلى غيمة ضخمة من الدخان البرتقالي والرمادي، تسببت في تلوث بصري كبير وإرباك في الحياة اليومية للمواطنين .

بحلول مساء الخميس، قالت السلطات إن الحريق التهم نحو 3,000 إلى 3,100 هكتار من الغابات والأحراش—ما يعادل نحو 7,400 إلى 7,660 فدانًا 

ويشارك في الاطفاء أكثر من 100 رجل إطفاء برًا وجوًا، بالإضافة إلى وحدة الطوارئ الجوية التابعة للجيش الإسباني، قُدمت لإخماد النيران وإطلاق المياه من الطائرات المروحية على رقعة الهجوم.

إسبانيا تدعم استثماراتها في موريتانيا بـ200 مليون يوروإسبانيا تؤكد: لا نسمح بمرور سفن تحمل أسلحة إلى إسرائيل عبر موانئنا

نصحت السلطات السكان بالبقاء في الداخل وإغلاق النوافذ تجنبًا لاستنشاق الرماد والدخان المنتشر، واقترحت عليهم استخدام الكمامات الواقية مع تواصل سقوط الرماد فوق المدينة وظهور لون السماء الغريب، وفقا لـ ذا صن البريطانية 

وفي اليوم التالي، أعلن جهاز الطوارئ الإقليمي أن الحريق أصبح تحت السيطرة بنسبة 95% تقريبًا، وبدأت الحياة تعود تدريجيًا مع فتح الطرق الرئيسية وعودة الرؤية الطبيعية بعيدًا عن الدخان الكثيف .

التحدي الكبير للمكافحة لم ينته بعد، إذ حذّرت الجهات من هبوب رياح قوية تصل إلى 63 كم/س (39 ميل/س) ودرجات حرارة تصل إلى 34–37 °C، مما قد يُعيد اشتعال النيران من جديد . تتزامن هذه الأزمة مع موجة حر شديدة تجتاح أجزاء واسعة من إسبانيا، خصوصًا مناطق الشرق، ما يزيد مهددة الغابات والجفاف بالفعل المتصاعد 

في إطار أوسع، تشير بيانات نظام مراقبة حرائق الغابات الأوروبي إلى أن أكثر من 25,000 هكتار قد احترقت منذ بداية عام 2025، وهو رقم يشير إلى تفاقم حدة هذا النوع من الكوارث الطبيعية في ظل الاحتباس الحراري المتسارع الذي تشهده أوروبا، خاصة مع متوسط ارتفاع درجة الحرارة الذي يزداد بمعدلين أسرع من المتوسط العالمي منذ الثمانينات .

وتوضح هذه الأحداث حجم التحديات البيئية التي تواجهها إسبانيا نتيجة المناخ المتغير، وتؤكد على أهمية الاستعداد والاستجابة السريعة، سواء عبر تعبئة وحدات الطوارئ أو تقليل المخاطر عبر تحذير السكان، وتنسيق جهود الطائرات والفرق الأرضية لمنع انتشار الحريق وإعادة السيطرة عليه.