رصد المراقبون تفاؤلًا حذرًا في أعقاب وقف إطلاق النار في يناير بين حماس وإسرائيل بشأن استئناف الشحن في البحر الأحمر بعد أكثر من عام من الهجمات التي شنها الحوثي من اليمن ومع ذلك، يخشى المنتقدون أن تؤدي خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشريد سكان غزة وإعادة توطينهم في دول أخرى إلى تعطيل الجهود الرامية إلى استئناف الشحن في البحر الأحمر، وفقًا لتحليل نشره موقع 'أوول إسرائيل نيوز'.

ويعارض الحوثيون خطة ترامب بشأن غزة وتعهدوا 'بدعم غزة ضد النزوح' من خلال استئناف الهجمات على إسرائيل والسفن الدولية في المنطقة، التي يمر خلالها حوالي 12٪ من إجمالي الشحن العالمي، وعبر البحر الأحمر المهم استراتيجيًا وقناة السويس المصرية، حيث تنقل البضائع من آسيا إلى أوروبا وخارجها.

وتشعر مصر بقلق خاص لأن هجمات الحوثيين تهدد الشحن الدولي عبر قناة السويس، والتي تشكل مصدرًا مهمًا لدخلها، كما لفت التحليل، وفقًا للخبراء، إلى أن تصريحات ترامب وعدم اليقين الذي أحدثته بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار أثرت على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ويذكر أن مرور ست سفن أمريكية وبريطانية عبر البحر الأحمر في يناير شكل علامة مشجعة قبل إعلان ترامب عن خطة غزة.

ويرى المراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن غزة تساهم في تقويض الاستقرار الإقليمي وقد يكون لها تأثير سلبي على الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس، وتوضح كافة المؤشرات الراهنة أن السفن من المفترض أن تعود إلى البحر الأحمر وقناة السويس الآن لزوال السبب الذي كان يحول دون حدوث ذلك.

ويرى المراقبون أن ثمة خطرا حقيقيا من انهيار وقف إطلاق النار في غزة في نهاية المطاف وإعادة إشعال العنف الإقليمي، وأن هذا يزيد من القلق'، وفقًا لتعليقات الخبراء، مشيرين إلى تفاؤل حذر بأن الشحن في البحر الأحمر من المفترض أن يعود إلى طاقته الطبيعية بحلول منتصف العام 2025.

ومع ذلك، هدد الحوثيون مؤخرًا باستئناف الهجمات على الدولة اليهودية إذا انتهت وقف إطلاق النار الهش مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

من المرجح أن يؤدي استئناف هجمات الحوثيين على إسرائيل والشحن الدولي في البحر الأحمر إلى إجبار التجار العالميين على التحول مرة أخرى إلى الطريق الأطول ولكن الأكثر استقرارًا على طول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا كما أعرب الخبراء الدوليون عن مخاوفهم بشأن مستقبل الشحن في البحر الأحمر بسبب التوترات الإقليمية المستمرة.

ووفقًا لتقديرات لارس جينسن، الرئيس التنفيذي لشركة تقدم خدمات استشارية مهنية لأصحاب السفن والتجار الدوليين، فقد 'تحطمت الآمال المبكرة في العودة إلى الشحن في البحر الأحمر. قبل أسبوع، كان هناك ضوء في نهاية النفق، ولكن الآن تتضاءل احتمالات استئناف حركة المرور في البحر الأحمر'، كما أعرب فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة الشحن العملاقة ميرسك، أيضًا عن مخاوفه بشأن التحديات الأمنية المعقدة في منطقة البحر الأحمر.

وقال كليرك، في تصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز: 'إن العودة إلى قناة السويس عملية معقدة، ونحن بحاجة إلى التأكد من أنها ليست مجرد بضعة أشهر. طالما أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن شكل الوضع في الأسابيع المقبلة، فسوف ننتظر'،.

ولفتت الصحيفة إلى أن أفضل توقعات ميرسك هي أن التجارة في البحر الأحمر ستستأنف بحلول منتصف عام 2025. ومع ذلك، فإنها تحذر من أن التوترات الإقليمية المتزايدة قد تؤدي إلى تجارة محدودة للغاية حتى نهاية عام 2025، وفي الوقت نفسه، هناك خلافات متزايدة بين مصر وإسرائيل حول العديد من الملفات.