في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل أوساط صناعة السيارات والطاقة النظيفة، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع قانون 'الجميل الكبير' يوم الرابع من يوليو، الذي ينص على الإلغاء التدريجي لبرنامج ائتمان المركبات النظيفة. 

وبموجب القانون الجديد، سيتم إيقاف العمل بهذا البرنامج في 30 سبتمبر المقبل، بدلاً من الموعد المقرر سابقًا في 31 ديسمبر 2032.

وجاءت تداعيات القرار سريعًا، حيث بدأت الشركات المُصنّعة للسيارات في إعادة النظر في استراتيجياتها الإنتاجية، ومنها شركة Slate، التي من المتوقع الآن أن تبدأ إنتاج أولى سياراتها في منتصف العقد الحالي، بدلًا من الموعد الذي كانت تستهدفه في البداية.

أما التأثير الأبرز فقد طال شركة نيسان، إحدى أولى الشركات العالمية التي دخلت سوق السيارات الكهربائية من خلال طراز ليف الشهير عام 2009. 

إذ أعلنت الشركة عن تأجيل إطلاق اثنين من طرازاتها الكهربائية الجديدة، ضمن خطة التصنيع في مصنعها بولاية ميسيسيبي.

ووفقًا لموقع AutoNews، أبلغت نيسان مورديها بتأجيل إنتاج سيارتين كروس أوفر كهربائيتين كانتا قيد التطوير:

سيتم تأجيل طراز نيسان (الاسم الرمزي: PZ1K) إلى نوفمبر 2028.

أما طراز إنفينيتي (الاسم الرمزي: PZ1J) فسيبدأ إنتاجه في مارس 2029.

ورغم أن نيسان لم تفصح عن الأسباب المباشرة وراء التأجيل، فقد أكد متحدث رسمي باسم الشركة أن 'القرار استراتيجي لضمان طرح سيارات أكثر تنافسية تتجاوز توقعات العملاء'، في إشارة إلى تغييرات مرتبطة على الأرجح بالمناخ السياسي والاقتصادي الجديد بعد إلغاء الإعفاءات الضريبية.

في وقت سابق من العام الجاري، أثارت نيسان الحماس حين أعلنت عن تطوير سيارة دفع رباعي كهربائية 'مخصصة للمغامرات'، ينتظر طرحها في أواخر السنة المالية 2027، على أن تتبعها نسخة فاخرة من إنفينيتي مستوحاة من سيارة Vision QXe الاختبارية.

ورغم التكتم الشديد، تشير الصور التشويقية إلى أن نيسان تتجه نحو تصميم 'صندوقي' يُحاكي طراز إكستيرا الأسطوري، في حين ستقدم إنفينيتي سيارة أكثر انسيابية ورقيًا تستهدف عشاق السيارات الفاخرة.

ليس هذا التأجيل هو التراجع الوحيد من نيسان. فقد ألغت الشركة هذا العام خطة لإنتاج سيارات سيدان كهربائية لكل من نيسان وإنفينيتي. 

كما انسحبت من مشروع تقديم كروس أوفر كهربائية صغيرة الحجم للأسواق الأمريكية، كانت ستأتي بحجم أصغر من طراز 'روج' الشهير.

وتمثل هذه التطورات مؤشرًا على الضغوط المتزايدة التي تواجهها صناعة السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، خصوصًا بعد إلغاء برنامج الحوافز المالية. 

وقد يرى بعض المحللين أن الخطوة ستؤدي إلى إبطاء التحول نحو الطاقة النظيفة، وزيادة الاعتماد على سيارات الوقود التقليدي، أو تأخير قرارات الشراء لدى المستهلكين.

وفي المقابل، قد تستفيد شركات آسيوية وأوروبية تُواصل تلقي الدعم من حكوماتها، مما قد يعيد رسم خريطة المنافسة العالمية في مجال التنقل الكهربائي خلال العقد المقبل.