أسيوط ـ محمود عجمي:

في قرية جحدم التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، شهدت أسرة بسيطة مأساة إنسانية أودت بحياة الأم بعد سلسلة من المحاولات الفاشلة لقتلها على يد ابنيها.

'عزة ح. أ'، ربة منزل تبلغ من العمر 44 عامًا، تزوجت مرتين، الأولى من 'فولي إ. م' الذي رزقها بطفلين هما 'أحمد' و'محمود'، وبعد وفاته تزوجت شقيقه 'فرغلي' ورزقا بتوأم هما 'معتز' و'نورهان'.

عاشت الأسرة حياة هادئة حتى بدأ الشقيقان الكبيران، 'أحمد' و'معتز'، في سماع شائعات من بعض أهالي القرية تتهم والدتهما بسوء السلوك، هذه الشائعات كانت الشرارة التي أشعلت نار الكراهية في نفسيهما، لتبدأ رحلة مأساوية من التخطيط والتنفيذ لقتل والدتهما.

بدأ الشقيقان بمراقبة تحركات والدتهما، واتخذا قرارًا بالتخلص منها؛ وفي إحدى الليالي، حاول 'معتز' قتلها باستخدام مسدس، لكنه فشل بسبب نومها وسط أبنائها، لم ييأس الشقيقان، فقاما بوضع حبوب منومة في ماء الشرب، لكن خطتهما أحبطت بعد أن اكتشفت شقيقتهما 'نورهان' الأمر وأبلغت والدتها.

بعد ذلك، حاولا تسميمها بوضع مادة سامة في زجاجة عصير، إلا أنها شعرت بالخطر ورفضت الشرب، وعندما أدركت الأم نوايا أبنائها، قررت الهرب إلى منزل والديها، حيث مكثت شهرًا كاملًا، حاول الأبناء إقناعها بالعودة، وأقسموا على عدم إيذائها، فعادت معهم دون أن تعلم أنهما يستدرجانها لتنفيذ جريمتهما.

في فجر يوم الحادثة، استيقظت الأم لأداء صلاة الفجر برفقة ابنتها 'نورهان'، وفوجئتا بطرق الباب، عند فتح الباب وجدت 'نورهان' شقيقَيها يحملان حبلًا، وقاما بتكبيل والدتهما ومحاولة خنقها، تصدت 'نورهان' للشقيقين وحاولت إنقاذ والدتها لكنهما اعتديا عليها بالضرب وأخذا الحبل منها.

دخل الشقيقان غرفة النوم حيث حاولت الأم الاختباء، وأغلقا الباب من الداخل وقاما بتكبيلها مرة أخرى وبدأ في خنقها حتى طلبت منهما إعطاءها حبوبًا سامة لتجنب ألم الموت، لكنهما رفضا واستمرا في تنفيذ جريمتهما حتى فارقت الحياة، بعد التأكد من وفاتها، قاما بإلقاء الحبل في مصرف مياه للتخلص من الأدلة.

تعود وقائع القضية رقم 27225 لسنة 2024 جنايات مركز منفلوط إلى تلقي مستشفى الإيمان العام بلاغًا بوصول 'عزة .ح . أ'، 44 عامًا، ربة منزل من قرية جحدم بمركز منفلوط، جثة هامدة مع وجود شبهة جنائية، تم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

جرى تشكيل فريق بحث برئاسة معاون وحدة مباحث مركز شرطة منفلوط، لكشف ملابسات الحادث، توصلت التحريات إلى أن نجلي المجني عليها، 'أحمد . ف . إ' و'معتز . ف . إ'، هما من ارتكبا الجريمة بسبب شكهما في سلوك والدتهما، فقاما بشنقها بحبل حتى فارقت الحياة، ثم تخلصا من الحبل بعد ارتكاب الجريمة.

أحالت الدائرة التاسعة بمحكمة جنايات أسيوط أوراق الشقيقين إلى المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهما.

عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد حسام حمزة رئيس المحكمة وعضوية المستشارين عبدالمعز محمد بكري الرئيس بالمحكمة و معاذ محمود حسن نائب رئيس المحكمة وأمانة سر بخيت شحاته وطارق فارس .