اعتبر الباحث الأميركي ليام كار أن لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرصة استراتيجية مزدوجة في السودان تتمثل في تحقيق نصر إنساني بإنهاء الحرب الأهلية، وتأمين المصالح الأميركية في البحر الأحمر بإضعاف نفوذ إيران وروسيا.

وقال كار في مقال تحليلي نُشر عبر موقع معهد أمريكان إنتربرايز (AEI) في العاصمة الأميركية واشنطن إن الصراع في السودان أصبح يمثل أكبر أزمة إنسانية ولاجئين في العالم اليوم، حيث يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد إلى المساعدات، فيما نزح نحو 12 مليون شخص.

وأشار إلى أن الحرب منحت إيران وروسيا موطئ قدم على البحر الأحمر، مستغلّتين أكثر من 800 كيلومتر من الساحل السوداني لفرض نفوذهما في ممر استراتيجي حيوي.

واقترح كار مقاربة أميركية مزدوجة تشمل ممارسة ضغوط دبلوماسية مباشرة على الداعمين الخارجيين للأطراف المتحاربة، وعلى رأسهم الإمارات (الداعمة لقوات الدعم السريع) بهدف وقف تدفقات الدعم العسكري فضلا عن الانخراط المشروط مع الجيش السوداني رغم تحفظات واشنطن عليه، لكونه لا يزال الجهة الأكثر قبولًا وشرعية، مقارنة بمليشيا الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب.

وحذر من أن تجاهل السودان سيتيح للإسلاميين المتشددين إعادة التمركز، وعودة التحالفات السابقة مع إيران، مما قد يؤدي إلى انسحاب الخرطوم من اتفاقات أبراهام، ويهدد المصالح الغربية في المنطقة.

وشبّه كار هذا الانخراط بـ”النموذج السوري” الذي تبنته إدارة ترامب سابقًا، حيث تم ربط الدعم الأميركي بشروط واضحة تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، وقطع العلاقة مع المتطرفين، والتعاون ضد داعش.

وختم ليام كار بالقول إن السلام في السودان لن يتحقق من خلال استبعاد اللاعبين الأساسيين على الأرض، بل من خلال تسوية ذكية، تُخفف من معاناة السودانيين وتعيد صياغة التوازنات في المنطقة لصالح واشنطن.