تتجلى مشروعات التنمية في الريف المصري بوضوح من خلال المبادرة الرئاسية 'حياة كريمة'، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تهدف هذه المبادرة إلى تطوير القرى وتوفير كافة الخدمات الأساسية التي كانت تعاني منها لعقود طويلة منذ إطلاقها، تحولت العديد من الأحلام إلى واقع ملموس، حيث أُقيمت مشروعات عديدة في مختلف أنحاء الريف، مما ساهم في تحسين جودة الحياة للسكان.

يُعتبر المشروع القومي 'حياة كريمة' أحد أبرز المشاريع التنموية في تاريخ مصر، حيث بدأ كمبادرة رئاسية في بداية عام 2019 وتحول إلى مشروع قومي في عام 2021 تشمل المبادرة تنفيذ 1000 مشروع في 54 قرية و88 تابعًا في مركز زفتي، بتكلفة إجمالية تصل إلى 4.6 مليار جنيه، وهذا الاستثمار الضخم يعكس التزام الدولة بتطوير المناطق الريفية وتحقيق التنمية المستدامة.

في قرية الغريب، التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية، استقبل الأهالي المبادرة بحماس كبير، وأكدت نهي يوسف، أحد سكان القرية، أن 'حياة كريمة' أعادت لهم الأمل بعد سنوات من الحرمان، مضيفة لقد كانت الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي مجرد أحلام بالنسبة لهم، لكن المبادرة أحدثت فارقًا كبيرًا، وتم تحسين حالة الشوارع غير المعبدة التي كانت تعيق الحركة، خاصة خلال فصل الأمطار.

فيما تحدث محمد الشايب، أحد شباب القرية، عن سعادته بتحسين مركز الشباب، الذي أصبح الآن مكانًا مناسبًا لممارسة الأنشطة الرياضية، كانت القرية تعاني من نقص في الأنشطة الشبابية، مما كان يدفع الشباب إلى الذهاب إلى القرى المجاورة. لكن بفضل المبادرة، تم تجهيز المركز بمعدات رياضية حديثة وتوفير ملاعب ومرافق إدارية، مما ساعد في تقديم تدريبات متنوعة للشباب.

من أبرز إنجازات المبادرة في قرية الغريب تحسين وتحديث البنية التحتية، تم إصلاح وتأهيل الشوارع الرئيسية والفرعية، مما يسهل حركة المركبات ويعزز الوصول إلى القرية، بالإضافة إلى ذلك، تم توفير نظام صرف صحي فعال وآمن، مما يحسن نوعية المياه المتاحة للسكان هذه التحديثات لم تكن مجرد تحسينات سطحية، بل كانت ضرورية لضمان حياة كريمة وسليمة للسكان.

فيما يتعلق بالتعليم، تم إنشاء مدرسة جديدة مجهزة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى تحديث مدرسة الغريب الابتدائية المشتركة وإضافة جناح جديد لها لتقليل الكثافات الصفية هذا التوجه نحو تحديث التعليم يعكس فهمًا عميقًا لأهمية التعليم كأداة للتنمية.

لم تقتصر إنجازات 'حياة كريمة' على توفير الخدمات الأساسية فقط، بل شملت أيضًا إنشاء فرص اقتصادية جديدة تم تنفيذ دورات تدريبية للشباب في مجالات مختلفة، مثل التطريز والغزل، مما يساعدهم في تأهيلهم لسوق العمل هذا النوع من التدريب لا يسهم فقط في تحسين مستوى المعيشة، بل يخلق أيضًا سوق عمل داخل القرية.