الشرقية - مصراوي

ضرب محمد غريب مثالا للكفاح والإصرار وأثبت قوة إرادته وصلابة شخصيته أمام حادث قطار كاد يودي بحياته إلا أن ألطاف الله منحته فرصة جديدة في الحياة فبترت ساقه لتسوقه الأقدار لاحتراف كرة القدم بطرف واحد واحترف ليصبح لاعبا في المقاولون العرب وحصل على لقب أحسن لاعب بقدم واحدة.

التقت 'مصراوي' الشاب الثلاثيني 'محمد غريب' والذي كشف أنه تعرض منذ عدة سنوات لحادث قطار أثناء توجهه في الصباح الباكر إلى عمله في منطقة الفجالة بالقاهرة، حيث عمله في إحدى المكتبات، ما تسبب في بتر ساقه.

فى البداية لم يستوعب 'محمد' ما حدث له من هول الصدمة، فهو شاب في مقتبل العمر أصبح عاجزا بين ليلة وضحاها، ما أصابه بحالة نفسية سيئة زادت عندما خذلته خطيبته وفسخت الخطبة في ثالث يوم من الحادث، مضيفا: 'جاتني ثالث يوم الحادث وكنت أظنها زيارة محبة إلا أنها زيارة لتؤكد لي فسخ الخطبة'.

حزن محمد وانخلع قلبه آلما إلا أنه لم يملك سوى أن يفكر في مسيرته في الحياة، وكانت كرة القدمة هي سبيله للخروج من أزمته وبداية حياة جديدة، وأصبح لاعب كرة قدم بقدم واحدة والتحق بنادي المقاولون العرب ليصبح أحد أهم اللاعبين.

يشير 'محمد' إلى أنه يلعب على نفقته الخاصة وكل تدريباته تطلب نفقات منه فلم ينتظر مساعدة أحد، موضحا أنه اشتغل عامل نظافة بمركز شباب المنطقة التي يعيش فيها للإنفاق على نفسه وأسرته.

يؤكد محمد غريب أنه دائم السعي فهو إلى جانب احترافي كرة القدم بساق واحدة ورغم المعاناة التي يعيشها خاصة مع صعوبة الحركة إلا أنه دائم السعي والعمل فلم يكتف بعمله كعامل نظافة بل يسعى للتجارة ولو كانت بسيطة فهو يبيع لعب أطفال ومحاولات بأسعار زهيدة تقيه سؤال الغير، ويشير إلى أمنيته في الالتحاق بالنادي الأهلي ليصبح لاعبا مميزا بقدم واحد، معلقا: 'الحادثة غيرت حياتي للأفضل وكنت بقول عجزتني لكن فتحت ليا باب أمل جديد وعرفت قوتي بيها'.