في تصعيد خطير للحرب المستعرة بين إيران وإسرائيل، شنت الولايات المتحدة، فجر السبت، ضربة جوية مركّزة على ثلاث منشآت نووية إيرانية بالغة التحصين، في أول تدخل عسكري مباشر لدعم إسرائيل منذ اندلاع المواجهات في 13 يونيو الجاري.

الأهداف: فوردو ونطنز وأصفهان

استهدفت الضربات الأمريكية مواقع نووية تُعد من الأعمدة الرئيسية في برنامج إيران النووي، وهي:

منشأة فوردو: تقع قرب مدينة قم، تحت جبل بارتفاع 1750 مترًا، وتُعد من أكثر المنشآت تحصينًا في إيران. تستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى قريب من الاستخدام العسكري.

مفاعل نطنز: منشأة صناعية للتخصيب تضم أكثر من 14 ألف جهاز طرد مركزي، وتُنتج أغلب اليورانيوم منخفض التخصيب في إيران. تقع في وسط البلاد قرب كاشان.

مجمع أصفهان: يضم مصنع تحويل اليورانيوم (UCF) ومرافق لإنتاج وتغليف الوقود، ويُعد القلب الفني لصناعة الوقود النووي الإيراني، لكنه الأقل تحصينًا بين الأهداف الثلاثة.

كيف نُفذت الضربة؟

نفذت الضربة قاذفة القنابل الأمريكية الشبح B-2 Spirit، بعد رحلة دامت 37 ساعة من قاعدتها في ولاية ميزوري، تزودت خلالها بالوقود جوًا عدة مرات.

وشاركت في العملية قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، بالإضافة إلى صواريخ توماهوك بعيدة المدى.

الأسلحة المستخدمة:

GBU-57: قنبلة تقليدية خارقة للتحصينات، بوزن 13.6 طنًا، قادرة على اختراق 60 مترًا من الخرسانة أو الصخور. استخدمت لاستهداف 'فوردو'.

صواريخ توماهوك: أُطلقت نحو نطنز وأصفهان، ويبلغ مداها أكثر من 2500 كيلومتر، وتوجهها أنظمة GPS دقيقة.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن 'منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية دُمّرت بالكامل'، مضيفًا أن منشأة 'فوردو انتهت'، ومتوعدًا إيران من 'الرد الانتقامي'.

لكن طهران ردت بأن الأضرار 'محدودة'، مشيرة إلى أن المواقع تم إخلاؤها قبل الضربات. ونفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وجود أي تسرب إشعاعي، مؤكدة استمرار تطوير البرنامج النووي 'دون توقف'.

الضربة تمثل أول استخدام قتالي فعلي للقنبلة GBU-57، المصممة خصيصًا لمواجهة منشآت كـ'فوردو'، وسبق أن طورتها الولايات المتحدة لمواجهة تهديدات إيران وكوريا الشمالية.