أكد الدكتور سهيل دياب أستاذ العلوم السياسية أن إسرائيل، في ظل الظروف الحالية، لا تملك أي خيار سوى التوجه نحو صفقة، مشيرًا إلى أن ذلك يعود لأسباب متعددة، بعضها قديم وبعضها الآخر مستجد خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال دياب خلال مداخلة مع قناة 'النيل للأخبار': 'جيش الاحتلال الإسرائيلي بات مقتنعًا بأن الخيار الوحيد المتاح التوصل إلى صفقة، وقد عبّر عن هذا الموقف بشكل واضح من خلال انتقادات حادة للقيادة السياسية، خاصة فيما يتعلق بإعادة التموضع في قطاع غزة'.

وأضاف: 'الموقف يشكل عبئًا كبيرا على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، حيث لم يعد ممكنًا تقديم بديل مقنع، لأن البديل الوحيد سيكون احتلال قطاع غزة بالكامل لسنوات طويلة، وهو أمر غير واقعي ولا يمكن تحمّله'.

وتابع: 'إسرائيل راكمت في الأشهر الأخيرة قناعة بأن الضغط العسكري قد يمنحها أوراقًا تفاوضية أفضل، بل وحققت بعض النجاحات المرحلية في هذا السياق، إلا أن الوضع تغير بشكل كبير مؤخرًا وتكثيف العمليات العسكرية لم يسفر عن تعزيز الموقف التفاوضي الإسرائيلي، بل على العكس تمامًا، أفرز معطيين سلبيين للغاية'.

وأوضح: 'المعطى الأول هو ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال نتيجة عمليات المقاومة الفلسطينية، والثاني هبوط معنويات الجنود وأهاليهم، وارتفاع حالات الانتحار في صفوف الجنود، خاصة قوات الاحتياط، نتيجة الإحباط وفقدان الثقة'.

وأشار إلى أن هذه التطورات بالإضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، جعلت نتنياهو عاجزًا عن الهروب إلى الأمام بأي سيناريو بديل، خصوصًا بعد المواجهة العسكرية الأخيرة مع إيران.

وذكر: 'جيش الاحتلال قدّم حتى الآن أربع خرائط مختلفة للتموضع داخل قطاع غزة، وكل واحدة منها كانت أقل طموحًا من سابقتها الخريطة الأولى تتضمن السيطرة على 50% من مساحة القطاع ورفضت الخريطة الثانية تشمل 38% رفضت الخريطة الثالثة تراجعت إلى 28% – ورُفضت أيضًا الخريطة الرابعة (الحالية) تشهد تراجعًا أكبر ليس فقط في نسبة السيطرة، بل حتى في الجغرافيا السياسية المقترحة'.

وأكمل: 'الخرائط الثلاث الأولى كانت تتضمن ما يسمى ممر موراج بالإضافة إلى محور فيلادلفيا، لكن المقترح الجديد تخلّى حتى عن هذه البنود، وهو ما يدل على عمق التراجع الإسرائيلي في المفاوضات'.