حذّر السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، من خطورة التصعيد العسكري في المنطقة، مؤكدًا أن إسرائيل خرجت عن قواعد الإقليم وتجاوزت أطر السلام، ما ينذر بعواقب يصعب احتواؤها في المدى القريب.

وقال العرابي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري في برنامج 'حقائق وأسرار' على قناة 'صدى البلد'، إن العمليات الجارية لم تعد تخضع لقواعد الاشتباك التقليدية، بل باتت مفتوحة بلا ضوابط، وهو ما يهدد بإشعال المنطقة بالكامل.

وأوضح أن ما يحدث ليس وليد اللحظة، بل نتيجة خطة ممنهجة لتقليم نفوذ الأذرع الإيرانية، بدأت باغتيالات لقيادات بارزة في 'حزب الله'، وامتدت لاحقًا إلى الداخل الإيراني نفسه، في محاولة لإضعاف القدرات العسكرية والنووية والاقتصادية لطهران.

وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن إيران قد ترد بعمليات عسكرية في مضيق هرمز أو عبر استهداف قواعد أمريكية في بعض الدول العربية، محذرًا من أن أي تصعيد في هذا الاتجاه ستكون له تداعيات إقليمية ودولية مباشرة، من بينها التأثير على ملف الغاز، واحتمال تقليص الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.

وأكد العرابي أن إسرائيل نجحت في توجيه ضربة قوية لإيران، لكنها في المقابل تجاوزت الخطوط الحمراء المتعارف عليها إقليميًا، مما يعكس سلوكًا خارج أطر السلام، ويكشف عن توجه استراتيجي يهدد الاستقرار.

وشدد على أن هذا النهج الإسرائيلي سيؤدي إلى فقدانها للقبول السياسي والشعبي في المنطقة، ويعيد طرح التساؤلات حول مدى جدوى اعتبارها شريكًا موثوقًا في أي مسار سلمي مستقبلي.