قال المهندس معتز عاطف، وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون مكتب الوزير والمكتب الفني والمتحدث الرسمي، إن استراتيجية عمل الوزارة التي أعلنها المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، تقوم على ست ركائز أساسية تدعم الشراكة والتعاون البناء في قطاع البترول والغاز المصري، تأتي على رأس هذه الركائز الاهتمام بالعنصر البشري نظرًا لوفرة الكفاءات والمواهب في هذا القطاع.

جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الأولى في المؤتمر العاشر لمؤسسة 'إيجيبت أويل آند جاز'، والتي أدارتها السيدة داليا الجابري، الرئيس التنفيذي لشركة شل مصر، وشاركت فيها.

وضمّت الجلسة، التي انعقدت تحت عنوان 'صياغة شراكات تعاون ناجحة'، كلًا من المهندس وائل شاهين، نائب رئيس شركة بريتيش بتروليوم العالمية في مصر، وجوستافو جيسولفو، المدير العام لشركة إيناب سيبترول التشيلية في مصر.

وأشار عاطف إلى أن الوزارة أطلقت بالأمس المرحلة الثانية من مبادرة تمكين الكفاءات الشابة، من خلال اختيار 16 معاونا شابًا لرؤساء هيئة البترول والشركات القابضة، وتابع خلال استعراضه للركائز الأخرى، أن استغلال وتنمية موارد البترول والغاز يُعد أحد أهم الأولويات، لذلك طرحت الوزارة 61 فرصة استثمارية جذابة في هذا المجال.

كما أشار إلى جهود مصر في استثمار البنية التحتية المتميزة في قطاع الغاز الطبيعي والبترول وموقعها الجغرافي، خاصةً في دعم التعاون الإقليمي مع قبرص لاستيراد الغاز القبرصي وإعادة تصديره عبر البنية التحتية المصرية، أو استغلال جزء منه محليًا في صناعات البتروكيماويات ومشتقات الغاز كقيمة مضافة للاقتصاد المصري.

وأكد أن مصر تُعد سوقًا كبيرًا يضم صناعات مستهلكة وكفاءات بشرية وبنية تحتية ملائمة وقدرات متطورة لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية.

وأشار عاطف إلى دعم الوزارة لقنوات التواصل مع جميع شركائها وفهم متطلباتهم لتحقيق شراكة ناجحة، موضحًا أن الوزارة أطلقت مؤخرًا ورقة سياسات لتحفيز الاستثمار في قطاع البترول والغاز، والتي قدمت من خلالها عددًا من نماذج العمل والاستثمار المتنوعة والمرنة أمام الشركات العالمية المستثمرة في القطاع.

وأضاف أن ذلك يأتي في إطار خلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال توفير نظم استثمار مرنة وتشريعات مناسبة وبنود مشجعة، وبالتوازي، نعمل على تحقيق الاستدامة ومزيج طاقة ملائم عبر تحديد هدف لزيادة موارد الطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، وهو هدف ذو أهمية كبيرة يعود بالنفع على مصر واقتصادها والبيئة، وأكد أننا منفتحون على جميع الأفكار التي تدعم زيادة الاستثمار والإنتاج وتحقيق الفائدة للجميع.

من جانبها، أكدت السيدة داليا الجابري أن التعاون والشراكة الناجحة هما مفتاح تحقيق النجاحات لمستقبل الطاقة في مصر والمنطقة، وأنه يجب العمل على تعميق هذه الشراكات لمواجهة التحديات المشتركة معًا، بالتوازي مع تحقيق الفائدة للمجتمعات المحيطة، وزيادة كفاءة العمليات والطاقة، مع الالتزام الكامل بمبادئ السلامة والصحة المهنية والحفاظ على البيئة، وتفعيل دور التكنولوجيات الحديثة وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بهدف تحقيق النمو والنجاح في صناعة البترول والغاز في مصر.

بدوره، أكد المهندس وائل شاهين على أهمية التكنولوجيات الرقمية في صناعة البترول والغاز، خاصة المنصات الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث السيزمي، مما يسهم في تحديد مواقع العمل البترولي وتحسين عملية استرجاع الغاز والبترول.

وأشار إلى أهمية التعاون والشراكة البناءة بين جميع الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة، موضحًا أن شركة بي بي لديها تاريخ طويل وتحالف ممتد مع مصر نتج عنه تحقيق نجاحات كبيرة، كما أكد أن مصر تمتلك كوادر بشرية متميزة في مجال الطاقة ومؤهلة لتحقيق المزيد من النجاحات.

وفي السياق نفسه، أشار السيد جوستافو جيسولفو إلى أن مصر توفر فرصًا جيدة للشركات العالمية التي تتعاون بجدية مع قطاع البترول المصري لاستغلالها.

طما أكد على أهمية المسئولية المجتمعية لشركات البترول والغاز ودورها في تطوير وتحسين البيئة المحيطة بمواقع العمل البترولي، خاصة في مجال التعليم والتوعية بأهمية الأمن والسلامة والصحة المهنية.

وأوضح أن تطوير ثقافة الأمن والسلامة والحفاظ على البيئة يعد من أهم عناصر النجاح في الصناعة، وأضاف أن شركة إيناب سيبترول تعمل بشكل وثيق مع بعض الجامعات المصرية لتقديم معلومات عن احتياجات سوق العمل وتطوير قدرات المهندسين والمحاسبين وغيرهم من أجل مستقبل أفضل للجميع، خاصة أن مصر تمتلك كوادر فنية متميزة للغاية، وشدد على أهمية التكامل والعمل التعاوني وتسريع اتخاذ القرارات لتحقيق النجاحات والفائدة لمصر.