قال الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إن التصريحات الإيرانية المتكررة التي تتضمن تحذيرات موجهة للولايات المتحدة ليست جديدة، بل باتت نمطًا يوميًا ضمن مسار التصعيد الإعلامي والسياسي، مؤكدًا أن تلك التحذيرات تعكس حجم التوتر في المنطقة، لكنها لم تؤثر حتى الآن بشكل حاسم على القرار الأمريكي الرسمي بالمشاركة في الحرب.

وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هناك انقسامًا داخل المؤسسات السيادية الأمريكية بين الكونجرس، ومجلس الأمن القومي، والبنتاجون بشأن الدخول المباشر في المواجهة، مشيرًا إلى أن الغالبية تميل حتى اللحظة إلى عدم التورط عسكريًا، خاصة في ظل تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي نفت وجود أدلة على امتلاك إيران لبرنامج نووي عسكري نشط، وكذلك تصريحات مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية التي دعّمت هذا الموقف.

وكشف العزبي، استنادًا إلى مصادر خاصة، أن إسرائيل بدأت صباح اليوم اتصالات مكثفة مع بريطانيا وفرنسا لإطلاق مسار تفاوضي يفضي إلى تهدئة، وذلك بعد تعرض منظوماتها الدفاعية لخلل تقني أفقدها كفاءتها في التصدي للهجمات، ما جعل الأجواء الإسرائيلية مكشوفة، وأسفر عن خسائر مادية وبشرية جسيمة.

وأضاف أن الفترة المقبلة قد تشهد تحركات أوروبية يقودها 'مثلث الترويكا' في الاتحاد الأوروبي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، في محاولة لخفض وتيرة التصعيد بين الجانبين، خاصة بعدما اتضح أن الضربات الإيرانية تحمل تقنيات متطورة مستوردة من روسيا، من بينها القدرة العالية على مراوغة الدفاعات الجوية عبر تغيير السرعة خلال مسار الطيران.

وأشار العزبي إلى أن أحد الصواريخ الإيرانية انفجر في الجو إلى 26 شظية هجومية، وهي تقنية مطابقة للصواريخ الروسية المستخدمة في أوكرانيا، ما يبرهن على وجود تعاون تكنولوجي متقدم بين طهران وموسكو.

وأوضح أن الصواريخ الإيرانية باتت قادرة على تغيير سرعتها ما يربك أنظمة الدفاع مثل 'القبة الحديدية'، ويجعل من الصعب على أي منظومة تحديد لحظة الاعتراض المناسبة.

ولفت إلى أن هذه الصواريخ تعبر المجال الجوي من العراق عبر سوريا وصولا إلى إسرائيل، في حين أن الاختراق الجوي الإسرائيلي لسوريا يتم على ارتفاعات شاهقة، ما يزيد من معاناة الطيارين الإسرائيليين، مؤكدًا أن سلاح الجو الإسرائيلي دخل في مرحلة إنهاك ميداني بعد تنفيذ مئات الطلعات الجوية لمسافات طويلة.

واختتم العزبي حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل بدأت بالفعل البحث عن مظلة دبلوماسية لوقف العمليات العسكرية، بعد أن بدأت تعاني من إرهاق في سلاح الجو وتراجع كفاءة الردع، بالتوازي مع نضوب مخزونها من صواريخ الدفاع الجوي.