ليست إسرائيل وحدها هي من تخوض العدوان على قطاع غزة، بل أن حلفائها يساعدوها أيضا في هذ العدوان المُستعر الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية مُنذ السابع من أكتوبر الماضي عبر تقديم معلومات استخباراتية برا وبحرا وجوا خاصة من جانب بريطانيا ، بهدف تنفيذ المخطط الإسرائيلي في إفراغ القطاع من سكانه وهو المُخطط الذي لن يحدث أبدا. رحلات تجسس بريطانية فوق قطاع غزة.

أحد مظاهر الدعم الذي يقدمه حلفاء إسرائيل لها هو الدعم الاستخباراتي، إذ كشفت عدة جماعات ومنظمات حقوقية بريطانية أن طائرات استطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي تقوم بطلعات شبه يومية فوق قطاع غزة لتقديم دعم استخباراتي إلى تل أبيب لمساعدتها فيما سمته تحديد أماكن المُحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

وتقلع رحلات المراقبة الجوية لسلاح الجو الملكي البريطاني فوق قطاع غزة من قاعدة بريطانية في قبرص بشكل شبه يومي، حيث سجلت المئات من هذه الرحلات الجوية منذ ديسمبر الماضي، رحلات تأتي تعزيزا للاتفاق الذي وقع بين لندن وتل أبيب عام 2022 بين وحدة المراقبة 8200 التابعة لجيش الاحتلال ووكالة التنصت البريطانية.

من جهته، كشف مسؤول دفاع إسرائيلي كبير مطلع على الجهود المبذولة للعثور على المحتجزين أن فرق جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية من الولايات المتحدة وبريطانيا في إسرائيل تعمل طوال فترة العدوان على مساعدة المخابرات الإسرائيلية في جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالمحتجزين الإسرائيليين.

وتخشى المُنظمات الحقوقية بأن تكون مسارات هذه الطلعات الجوية مُستقاة من معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل من خلال تعذيب الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجونها، حيث اطلعت احدى المنظمات الحقوقية البريطانية على شهادة بعض الفلسطينيين الذين قالوا إن قوات الاحتلال استجوبتهم حول مواقع المحتجزين والأنفاق تحت التعذيب الشديد وهو ما يتنافى مع القوانين الإنسانية الدولية.

المنظمات الحقوقية البريطانية نقلت عن شهادات الأسرى الفلسطينيين قولهم بأنهم تم تجريدهم من ملابسهم وتعصيب أعينهم وضربهم ضرباً مبرحاً داخل سجون الاحتلال من قبل القوات الإسرائيلية، كما تم حرمانهم من النوم والطعام والماء بشكل كاف.

ووفقا لمنظمات حقوقية بريطانية شهيرة، فإن بعض سائقي سيارات الإسعاف في قطاع غزة اعترفوا تحت التعذيب بأنهم نقلوا مقاتلين وأسلحة ومحتجزين إسرائيليين، بهدف تبرير أفعال الاحتلال من جرائم ومجازر في قطاع غزة أمام العالم والمنظمات الدولية.

التعذيب الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين اعترف به وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام برلمان بلاده، الذي أوضح أن إسرائيل تسيء معاملة الأسرى الفلسطينيين الذين تم أسرهم في قطاع غزة، معربا عن قلقه من الممارسات الإسرائيلية التي تتم بحق الأسرى الفلسطينيين.

لا يواجه سكان قطاع غزة المحاصرين قوات الاحتلال فحسب، بل يواجهون أيضا حلفاء إسرائيل حول العالم وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا بما يمتلكونه من قوة سياسية وعسكرية ودعم استخباراتيا لا محدود ، إلا أن كل هذا لن يثنى أصحاب الأرض في الدفاع عن وطنهم الذي يواجه أكبر مجزرة تحدث في التاريخ الحديث.