علق اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر السياسي والعسكري، على الغارات الجوية الإسرائيلية ضد إيران، مشيرًا إلى أنها جاءت كضربة استباقية مفاجئة، نُفذت فجر اليوم في تمام الساعة الثالثة والربع، عبر 200 طائرة حربية إسرائيلية أسقطت نحو 350 قنبلة على 100 هدف إيراني حساس.

وقال اللواء الدكتور سمير فرج في مداخلة هاتفية لبرنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن هذا الهجوم لم يكن متوقعًا إطلاقًا، خصوصًا في ظل الترتيبات الجارية لعقد لقاء دبلوماسي بين الوفد الإيراني ومبعوث أمريكي في عمان يوم الأحد المقبل، وهو ما دفع المحللين إلى الاعتقاد بأن أي عمل عسكري سيكون مؤجلًا لما بعد هذا الموعد.

وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت أسلوب 'الخداع الاستراتيجي' الذي يشبه ما استخدمته مصر في حرب أكتوبر 1973، خاصة أن الأجواء العامة كانت توحي باستبعاد أي تدخل عسكري، لا سيما مع وجود مناسبات خاصة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي دعا تل أبيب لعدم التصعيد.

وأضاف أن الضربة التي أطلقت عليها إسرائيل اسم 'الأسد الصاعد' استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم ومخازن الصواريخ الباليستية، إلى جانب مواقع حساسة أسفرت عن اغتيال نحو 20 من كبار القادة الإيرانيين، بينهم رئيس الأركان، قائد الحرس الثوري، وقائد القوات الجوية، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، فقد سبق أن استخدمتها إسرائيل مع حزب الله وحماس، مشددًا على أن القوة العسكرية الإسرائيلية استهدفت 'رأس القيادة الإيرانية' بدقة شديدة خلال ساعتين فقط.

وفيما يتعلق بالرد الإيراني، رأى 'فرج' أن تأخر الرد لا يعني التراجع، بل إن القيادة الجديدة التي تولت بعد مقتل القيادات السابقة تحتاج وقتًا لتقييم الموقف ورسم خطة الرد، متوقعًا أن يتم الهجوم الإيراني المضاد خلال الساعات المقبلة، على الأرجح فجر الغد أو بعده مباشرة.