الشرقية - مصراوي:

في مشهد مؤثر يعكس عمق العلاقة بين المعلم وتلاميذه وأهالي قريته، شهدت قرية المشهدي التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حفل تكريم مهيب لمدير مدرسة المشهدي للتعليم الأساسي، وذلك بمناسبة بلوغه سن المعاش.

توافد أهالي القرية وأولياء الأمور والطلاب، حاملين الزهور والأعلام المصرية، لتقديم الشكر والتقدير لمدير المدرسة الذي قضى سنوات طويلة في خدمة التعليم وتنشئة الأجيال، وتميز الحفل بمشاعر الوداع الحزين والمودة المتبادلة بين المدير والجمهور.

ونظم الطلاب ممرا شرفيا، ووقفوا حاملين الأعلام، بينما التف الأهالي حول الممر في مشهد مبهج يعلوه الحب والامتنان، ولفتت الأنظار صورة المدير وهو يحيط بعلم مصر، في إشارة رمزية إلى دوره الوطني في بناء الوطن من خلال تربية الأجيال الشابة، كما قدم له الحضور باقات ورد طيبة تعبيراً عن تقديرهم لجهوده وعطاءه المستمر على مدار سنوات عمله.

وفي كلمات مؤثرة، عبر المدير عن شكره وتقديره لكل من شارك في هذا الحفل، مؤكداً على عمق العلاقة التي ربطته بأهالي القرية وأبنائها الطلاب. وأشار إلى أن هذا التكريم هو أكبر تكريم يحظى به المعلم، وهو حافز له لمواصلة العطاء في مجالات أخرى.

وقال أحد الأهالي 'هيثم مجاهد': 'إن السيد سيف مدير مدرسة قرية المشهدي للتعليم الأساسي، تعاون مع الأهالي خلال فترة عمله، وكان أب لكل التلاميذ وأخ كبير لكل الأهالي ومدرس فاضل'.

وأضاف 'السيد حسن' من أهالي القرية: 'أن مدير المدرسة الأستاذ سيد ظل مديرا لمدة 15 سنة منذ نشأة المدرسة، وكان أب فاضل خلوق، معلقا: تخرج على يده أجيال من الضباط والمعلمين والأطباء كما أنهم تعلموا الأخلاق الحميدة على يده'.

ورفع الأطفال العلم المصري متجولين في القرية، في الوقت ذاته تبادل أهالي القرية المتجمعين من رجال وشيوخ والنساء السلام والتحية، معلقين: 'بنكرمه بحاجة بسيطة النهاردة بتجمعنا حوله ونقوله احنا بنحبك ونحترمك، ولو اننا زعلانين على خروجه من العمل معاش'، مؤكدين أن مدير المدرسة رفع طوال مدة 15 عاما من العمل شعار 'اعمل الخير تجد الخير، واسعى ليبقى الأثر'.

يشكل هذا الحفل نموذجاً يحتذى به في العلاقات الإنسانية، ويؤكد على أهمية دور المعلم في المجتمع، كما يعكس التقدير الكبير الذي يحظى به المعلمون في نفوس المجتمع المصري.