أطلقت حملة ترويجية لهذا النمط الفاخر من السياحة وتعمل على إنشاء مزيد من الموانئ وتبسيط الإجراءات

من بين منتجات سياحية متنوعة تتميز بها مصر تأتي سياحة اليخوت، التي تتوافر مقوماتها كافة في البلاد، ما بين السواحل الممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط، والطقس المعتدل طوال العام، والبحر المناسب للملاحة معظم أيام السنة. وأخيراً أطلقت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، حملة جديدة تحت شعار 'Sail to Egypt' (أبحر إلى مصر)، بهدف الترويج لسياحة اليخوت، وذلك عبر المنصات الرقمية، ومن بينها 'إنستغرام' و'يوتيوب' ومحرك البحث 'غوغل'، بما يسهم في جذب الشرائح السياحية المهتمة بهذا النمط الفاخر من السياحة.

وكان شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أكد في بيان صحافي جرى نشره بالتزامن مع الحدث أن إطلاق هذه الحملة يأتي في ضوء توجيهات الرئيس بتعظيم منتج سياحة اليخوت، وتماشياً مع الاستراتيجية الحالية للوزارة التي تنطلق تحت شعار 'مصر.. تنوع لا يضاهى'، التي تستهدف الترويج لمختلف المقومات والمنتجات والأنماط السياحية التي تتمتع بها مصر.

وأوضح البيان أن ما تمتلكه مصر من سواحل ممتدة على البحرين الأحمر والمتوسط وطبيعة خلابة وشواطئ ساحرة، يجعل منها وجهة مثالية لسياحة اليخوت، ويمنحها ميزة تنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

رأس الحكمة

طبقاً لإحصاءات رسمية، تضم مصر حالياً 23 مارينا ورصيفاً بحرياً لليخوت والسفن السياحية، وتعمل الدولة على إنشاء مزيد منها، مثل إنشاء ميناء دولي في العلمين الجديدة، ومارينا في مدينة الجلالة على البحر الأحمر، ومن بين أهم الوجهات التي ستستهدف سياحة اليخوت مستقبلاً في مصر منطقة رأس الحكمة الجاري إنشاء مشروع سياحي ضخم فيها، سيضم ميناء كبيراً لليخوت من المتوقع أن يكون واحداً من أهم الموانئ على شاطئ المتوسط.

هانى بيتر عضو غرفة الشركات السياحية في مصر، يقول 'مستقبلاً ومع اكتمال مشروع رأس الحكمة، من المتوقع أن يكون أحد أهم وجهات سياحة اليخوت في مصر، فهذا الميناء سيكون في موقع فريد تتوفر فيه جميع الخدمات، وفي الوقت نفسه هناك دعاية كبيرة وتسويق سياحي لهذه المنطقة على المستوى الدولي،  فهي تتميز بأنها قريبة من أوروبا، ويمكن أن تكون وجهة مفضلة للسائح القادم من الموانئ الأوربية المختلفة، الذي يعتبر من أكثر المهتمين بسياحة اليخوت في مصر.

ويتابع بيتر 'حالياً هناك توجه لاستقطاب أسواق جديدة في هذا المجال، من بينها أميركا اللاتينية على سبيل المثال، فالمنتج السياحي المصري في مجال سياحة اليخوت واعد جداً ومتنوع مع امتداد الشواطئ، ويمكن أن يتضاعف عدد السياح المهتمين به إذا جرى توفير الخدمات، والتسويق له بصورة جيدة'.

ويضيف 'مصر لديها كثير من المقومات التي تؤهلها إلى أن تكون من أفضل الوجهات السياحية في ما يتعلق بسياحة اليخوت، مثل الطقس المعتدل والبحر الهادئ الصالح للملاحة معظم أيام العام، وتوجد الموانئ في مناطق متنوعة مثل الإسكندرية والساحل الشمالي وطابا ودهب والغردقة، وكل منطقة لها طابع مميز، وبصورة عامة مصر غنية جداً بالمنتجات السياحية، سواء الثقافية أم العلاجية أم البيئية وغيرها، ويمكن أن تضاف سياحة اليخوت كواحدة من أهم أنواع السياحة بفضل امتلاك معظم مقوماتها، وبالفعل في الفترة الأخيرة ثمة اهتمام كبير بهذا الملف من خلال إطلاق حملات دعائية، وتعاقد مع شركات دولية نتمنى أن نرى أثره في تضاعف أعداد السياح المهتمين بسياحة اليخوت في المستقبل القريب'.

الأكثر إنفاقاً

طبقاً لموقع الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، فإن الإنفاق اليومي للسياح القادمين إلى مصر عن طريق اليخوت يزيد بنسبة 94 في المئة على متوسط إنفاق السائح التقليدي، مما يجعل سياحة اليخوت مصدراً قوياً لتدفقات العملات الأجنبية، وفي الوقت نفسه فإن نصف حركة سياحة اليخوت العالمية تتركز في البحر المتوسط وحده، الذي يجذب أكثر من 30 ألف يخت سنوياً.

وانطلاقاً من إدراك مصر لأهمية سياحة اليخوت، صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2721 لعام 2022، المتعلق بتنظيم سياحة اليخوت الأجنبية، وتضمن إجراءات عدة تضمن تسهيل وتشجيع سياحة اليخوت في مصر، من بينها إصدار الكود الموحد لإنشاء وتشغيل مرافئ وموانئ اليخوت السياحية، وتحديث خريطة مواقع المرافئ الدولية القائمة والمقترحة على مستوى الجمهورية، وإطلاق النافذة الرقمية الواحدة لسياحة اليخوت الأجنبية في سبتمبر (أيلول) 2022 لتلافي معظم المشكلات والمعوقات التي كانت تواجه جذب هذا النوع من السياحة، وعلى رأسها خفض الفترة الزمنية اللازمة لإصدار الموافقات لتصبح ست ساعات بحد أقصى، وتحديد تعريفة موحدة لرسوم التراكي على جميع الأرصفة والموانئ التابعة لوزارة النقل، وإطلاق الحرية لمرتادي اليخوت الأجنبية فى اختيار مكان الرسو، سواء ميناء تجاري عام أم مارينا خاصة.

تقول رئيسة لجنة السياحة بمجلس النواب نورا علي 'ناقشنا هذا الموضوع في أكثر من جلسة بمجلس الشعب خلال الفترة الأخيرة، وخرجنا بتوصيات كان من بينها تبسيط الإجراءات، والبعد من الروتين، وتوحيد معايير المحاسبة لليخوت التجارية المترددة على الموانئ المصرية بغرض السياحة مع اليخوت السياحية باعتبار أنهما يقومان بالنشاط نفسه، وأيضاً كان من ضمن توصيات المجلس لوزارة البيئة العمل على إنشاء شمندورات لليخوت، وإطلاق مركز معلومات وبيانات يحتوي على تفاصيل لليخوت والأماكن المتاح فيها الاستثمار وخصوصاً في الجزر'.

وتضيف نورا 'هناك مقترحات كثيرة في هذا الشأن، من بينها مشروع كان قد جرى طرحه سابقاً لإنشاء ميناء في مدينة دهب على البحر الأحمر يربطها بمدينة تبوك السعودية، إضافة إلى أهمية الدعاية السياحية على المستوى الدولي'.

في البحر الأحمر

وتعتبر شواطئ البحر الأحمر الممتدة والمتنوعة واحدة من أهم وجهات سياحة اليخوت في مصر، بفضل وجود أكثر من ميناء، وتنوع النشاطات المحيطة التي يمكن أن يمارسها السائح، مثل الأنشطة البحرية عموماً كالغطس والألعاب المائية والـ'سنوركلينج'، وكذلك المزارات المختلفة والسياحة في الصحراء، إذ يجمع السائح بين أنواع عدة من السياحة كالبيئية والترفيهية، وفي الوقت نفسه تمتاز منطقة البحر الأحمر بالنسبة إلى سائح اليخوت بتوافر الخدمات كافة، مما يجعلها وجهة مثالية من النواحي كافة.

نقيب المرشدين السياحيين في البحر الأحمر بشار أبو طالب، يقول 'هناك كثير من الأفكار التي يمكن تطبيقها في مجال سياحة اليخوت، فإضافة إلى الاعتماد على القادمة من الخارج لترسو في الموانئ المصرية يمكن أن تكون هناك يخوت مصرية تمتلكها شركات سياحة أو رجال أعمال ويجري تشغيلها وتأجيرها للسفر بين مصر والموانئ القريبة منها مثل قبرص واليونان وموانئ أوروبا عموماً، وسيضيف هذا كثيراً لعدد السياح الذين ترغب مصر في استهدافهم بحلول عام 2030، ويصل إلى 30 مليون سائح، باعتبار أن إقامة السائح تكون في اليخت، ولا يحتاج إلى غرف فندقية إضافية بصورتها التقليدية، وهذا النوع من السياحة آخذ في الانتشار بصور مختلفة على المستوى العالمي، وأصبحت له مستويات متعددة، بداية من اليخوت ذات الرفاهية القصوى، مروراً بالمتوسطة، وحتى اليخوت الصغيرة'.

ويستكمل 'البحر الأحمر عموماً من أهم وجهات سياحة اليخوت، وهناك موانئ متعددة من أهمها ميناء سفاجا والغردقة ومرسى علم والعين السخنة وشرم الشيخ، وبالفعل فإن سياحة اليخوت موجودة وقائمة، ولكنها تحتاج إلى اهتمام أكبر يضاعف أعداد هذه النوعية من السائحين الذين، إلى جانب إقامتهم في اليخوت، ينعكس وجودهم على المدينة التي يوجدون فيها، إذ يمكن للسائح أن يتجول، أو يمارس أنشطة معينة، أو يشتري بعض التذكارات، وكل هذا يعمل على تشغيل القطاع السياحي بكامله. كذلك لا بد من العمل على تسهيل الخدمات كافة المتعلقة باليخوت مثل حجز الميناء، والتزود بالوقود، وتوفير الإمدادات اللازمة'.