في مؤشر على تحوّل عميق في المزاج الشعبي الأميركي، الذي كان دائماً داعماً للدولة العبرية، وبعد عامين من حربها الوحشية المدمّرة في غزة، أظهرت استطلاعات للرأي نُشرت في الأشهر الأخيرة، تبدُّل صورة إسرائيل في الوعي الأميركي، كاشفة عن تراجع متدرّج وحاد في التعاطف مع تل أبيب، مقابل ارتفاع التأييد للفلسطينيين.ففي استطلاع أجرته «نيويورك تايمز» وجامعة «سيينا» نُشر قبل أيام، يبدي 35 في المئة من الناخبين الأميركيين اليوم تعاطفهم مع الفلسطينيين، مقابل 34 في المئة مع إسرائيل، بعدما كانت نسبة المؤيدين لتل أبيب 47 في المئة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، ما يعكس تراجعاً بنحو 17 نقطة.ورأى 58 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، أنه ينبغي على إسرائيل وقف حملتها العسكرية في غزة، لتجنّب سقوط المدنيين، حتى من دون إطلاق سراح الأسرى أو هزيمة حركة حماس بالكامل. وأبدى 62 في المئة من المستطلعة آراؤهم قناعة بأن إسرائيل لا تتخذ ما يكفي من الاحتياطات لحماية المدنيين، بينما عارض أكثر من نصف الأميركيين (51 في المئة) تقديم دعم اقتصادي أو عسكري إضافي لها.كذلك تُظهر النتائج اتساع الانقسام الحزبي بشأن الصراع، إذ قال 54 في المئة من الديموقراطيين، إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقابل 64 في المئة من الجمهوريين يميلون لإسرائيل، رغم تراجع دعمهم لها بنسبة 14 في المئة خلال الحرب، وفق استطلاع لجامعة «كوينيبياك» في يونيو 2025.وهذا الاستطلاع الأخير يندرج ضمن سلسلة مؤشرات متتابعة منذ مطلع العام، تُظهر كلها مساراً ثابتاً في تآكل صورة إسرائيل داخل المجتمع الأميركي، ففي يوليو 2025، أظهر استطلاع لمؤسسة «غالوب» أن 32 في المئة فقط من الأميركيين يؤيدون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مقابل 60 في المئة يعارضونها، بينما لم تتجاوز نسبة المؤيدين بين الشباب (18-34 عاماً) 9 في المئة.

في مؤشر على تحوّل عميق في المزاج الشعبي الأميركي، الذي كان دائماً داعماً للدولة العبرية، وبعد عامين من حربها الوحشية المدمّرة في غزة، أظهرت استطلاعات للرأي نُشرت في الأشهر الأخيرة، تبدُّل صورة إسرائيل في الوعي الأميركي، كاشفة عن تراجع متدرّج وحاد في التعاطف مع تل أبيب، مقابل ارتفاع التأييد للفلسطينيين.

ففي استطلاع أجرته «نيويورك تايمز» وجامعة «سيينا» نُشر قبل أيام، يبدي 35 في المئة من الناخبين الأميركيين اليوم تعاطفهم مع الفلسطينيين، مقابل 34 في المئة مع إسرائيل، بعدما كانت نسبة المؤيدين لتل أبيب 47 في المئة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، ما يعكس تراجعاً بنحو 17 نقطة.

ورأى 58 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، أنه ينبغي على إسرائيل وقف حملتها العسكرية في غزة، لتجنّب سقوط المدنيين، حتى من دون إطلاق سراح الأسرى أو هزيمة حركة حماس بالكامل.

وأبدى 62 في المئة من المستطلعة آراؤهم قناعة بأن إسرائيل لا تتخذ ما يكفي من الاحتياطات لحماية المدنيين، بينما عارض أكثر من نصف الأميركيين (51 في المئة) تقديم دعم اقتصادي أو عسكري إضافي لها.

كذلك تُظهر النتائج اتساع الانقسام الحزبي بشأن الصراع، إذ قال 54 في المئة من الديموقراطيين، إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، مقابل 64 في المئة من الجمهوريين يميلون لإسرائيل، رغم تراجع دعمهم لها بنسبة 14 في المئة خلال الحرب، وفق استطلاع لجامعة «كوينيبياك» في يونيو 2025.

وهذا الاستطلاع الأخير يندرج ضمن سلسلة مؤشرات متتابعة منذ مطلع العام، تُظهر كلها مساراً ثابتاً في تآكل صورة إسرائيل داخل المجتمع الأميركي، ففي يوليو 2025، أظهر استطلاع لمؤسسة «غالوب» أن 32 في المئة فقط من الأميركيين يؤيدون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مقابل 60 في المئة يعارضونها، بينما لم تتجاوز نسبة المؤيدين بين الشباب (18-34 عاماً) 9 في المئة.

كذلك، أفاد استطلاع لـ«أسوشييتد برس» ومركز «نورك» التابع لجامعة شيكاغو في سبتمبر 2025 بأن نحو نصف الأميركيين يرون بأن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس «ذهب بعيداً جداً».

وبينما كشف استطلاع لـ«رويترز/ إيبسوس» أجري في أغسطس 2025، أن 58 في المئة من الأميركيين يؤيدون اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، كشف مركز «بيو» في أبريل 2025 أن 53 في المئة من الأميركيين يحملون نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ42 في المئة فقط عام 2022، ما يعكس اتجاهاً متواصلاً في تدهور صورتها.

في موازاة ذلك، أظهر استطلاع أجرته «واشنطن بوست» في أكتوبر 2025 أن أغلبية اليهود الأميركيين يرفضون بشدة سلوك إسرائيل في الحرب، ورأى 61 في المئة منهم أنها ارتكبت جرائم حرب، و40 في المئة اتهموها بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، كما أبدى 68 في المئة تقييماً سلبياً لأداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقابل 20 في المئة فقط في استطلاع «بيو» قبل خمس سنوات.

وفي مواجهة هذا التراجع المتراكم في صورتها داخل الولايات المتحدة، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عبر موقعها «واي نت» أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت منذ سبتمبر 2025 إحدى أكبر حملاتها في مجال «الدبلوماسية العامة» في أميركا، بميزانية ضخمة تستهدف جيل الشباب عبر مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وشركات أميركية وتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «شات جي بي تي».

وتُظهر الحملة، حسب الموقع، حجم القلق داخل المؤسسة الإسرائيلية من فقدان التعاطف الأميركي، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة، التي باتت ترى الصراع من منظور حقوقي وإنساني أكثر منه أمنياً أو دينياً.

واختتمت الحملة بلقاء جمع نتنياهو بعدد من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل في القنصلية الإسرائيلية بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً، إذ وصف شبكات التواصل بأنها «الجبهة الثامنة» في الحرب، في إقرار ضمني بأن معركة إسرائيل على الرأي العام الأميركي باتت لا تقل أهمية عن معاركها العسكرية والسياسية.