'الشغل مش عيب'.. عباراة أصبحت شعار عدد كبير من الأسر المصرية التي وجدت ضالتها في المشروعات الصغيرة، بعيدًا عن العمل في الشركات الخاصة أو انتظار إعلانات الوظائف الخالية، حيث انتشرت في السنوات الماضية مشروع السيارات الملاكي التي يتم تحويل شنطتها إلى “بوفيه صغير” لتحضير وبيع المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة، وخاصة على الطرق السريعة التي يحتاج خلالها قائدي السيارات إلى استراحة قصيرة لاحتساء مشروبهم المفضل.

وفي منطقةجزيرة بين البحرين، مصطفًا برصيف شارع البحر الأعظم، وقف الطفل يوسف ووالدته بسيارة ملاكي مجهزة لبيع المشروبات الساخنة، وبالحديث معه قال: “أنا أدرس بالصف الثالث الإعدادي، ووالدتي هي صاحبة هذا المشروع وقمنا باستئجار هذه السيارة لتنفيذه، ونحن خمسة أشقاء، وهذا المشروعهو مصدر دخلنا الوحيد، وأطلقنا عليه مشروع (أم علي)، وهو اسم شهرة والدتي”.

أضاف يوسف: “أحضر إلى هنا عقب انتهاء يومي الدراسي للوقوف إلى جانب أمي وتحضير وتقديم المشروبات للمارة، وفخور بهذه المهنة ولا تسبب لي الإحراج إطلاقا، (لأن الشغل مش عيب)، ولازم نساعد والدتنا في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها أسرتنا”.

تابع الطفل: 'أصبحت محترفا في تحضير الشاي والقهوة والنسكافيه واليانسون وعدد من المشروبات الساخنة الأخرى، وبتمنى أن يرزقنا الله بماكينة مجهزة لتحضير المشروبات الساخنة، حيث نواجه صعوبة وقلق في التعامل مع البوتجاز المسطح داخل شنطة السيارة، لذلك فماكينة الإسبريسو هي حلم من أحلامنا نتمنى تحقيقه، بالنسبة لأحلامي الشخصية عقب انتهاء مراحل دراستي، أتمنى أكون مستور ومرتاح البال فقط لاغير'.