أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميًا عن موافقتها على بيع مقاتلات F-35 الحديثة ودبابات متطورة إلى المملكة العربية السعودية، ضمن اتفاقية دفاعية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين.

وأكد البيت الأبيض أن هذه الخطوة تأتي ضمن أجندة 'أمريكا أولًا'، حيث تسهّل على الشركات الدفاعية الأمريكية العمل في السعودية، وتؤمن تمويلات جديدة لتقاسم أعباء التكلفة، كما تؤكد أن المملكة تعتبر الولايات المتحدة شريكها الاستراتيجي الأساسي.

وفقًا لمجلة بريكنج ديفنس المتخصصة في شؤون الدفاع، تُعد هذه الصفقة خطوة بارزة في تعزيز التعاون العسكري الأمريكي الخليجي وتوفير فرص اقتصادية لشركات الأسلحة الأمريكية.

وتشمل الصفقة بيع عدد غير محدد من الطائرات المقاتلة الحديثة F-35، وهو التزام طالما سعت المملكة لتحقيقه، إلى جانب شراء نحو ثلاثمئة دبابة متقدمة، ما يمكّن السعودية من تعزيز قدراتها الدفاعية وحماية آلاف الوظائف المرتبطة بالتصنيع العسكري الأمريكي. وفي الوقت نفسه، تجري مفاوضات لبيع مجموعة من الطائرات المسيرة الحديثة لتعزيز القدرات الجوية والمراقبة العسكرية للمملكة.

تجدر الإشارة إلى أن الصفقة تثير اهتمامًا خاصًا فيما يتعلق بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة، وهو ما يضمن أن تبقى قدراتها العسكرية متقدمة مقارنة بجيرانها.

وأكدت الولايات المتحدة أن المعدات المباعة للسعودية ستكون متقدمة، لكنها لن تؤثر على تفوق إسرائيل النوعي، ما يعكس توازنًا استراتيجيًا دقيقًا في المنطقة.

وجاء الإعلان عن الصفقة بعد لقاء رفيع المستوى بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي، والذي تناول زيادة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة لتصل قيمتها إلى نحو تريليون دولار في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة، بما يفتح فرصًا اقتصادية حقيقية للطرفين.

وبالإضافة إلى الاتفاق الدفاعي، تم توقيع إعلان مشترك بشأن التعاون في الطاقة النووية المدنية، وإطار عمل للمعادن الحرجة، ومذكرة تفاهم حول الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس تعزيز العلاقات العسكرية والتقنية بين البلدين. ورغم الضغوط الأمريكية لتوقيع المملكة على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، اشترطت السعودية أن يتم ذلك ضمن سياق حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويرى المحللون العسكريون أن هذه الصفقة تمثل تعزيزًا كبيرًا للقدرات الدفاعية السعودية، مع توفير فرص للشركات الأمريكية في مجال الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي. كما أنها تؤكد استمرار الولايات المتحدة في دعم حلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط مع الحفاظ على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

وفي ظل استمرار المفاوضات حول التفاصيل الأخرى، يترقب العالم تأثير هذه الصفقة على سوق الأسلحة الإقليمي والدولي، خاصة فيما يتعلق بتعزيز القدرات الدفاعية السعودية وتنافسها العسكري مع جيرانها.