كشف مسؤولان في حركتي حماس وفتح، الثلاثاء، عن اتفاق الحركتين على تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي”، لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لحرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023.

وقال مسؤول في حركة حماس، بعد حوار بناء عقد في القاهرة في اليومين الماضيين برعاية الأشقاء في مصر، وافقت حماس وفتح على مسودة اتفاق لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لتولي إدارة قطاع غزة بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

كما أكد مسؤول في فتح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصدر مرسومًا رئاسيا بتعيين هذه اللجنة بعد اعتماده مسودة الاتفاق.

وفي هذا الإطار قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن القاهرةتحاول بكل السبل تجاوز كل المعيقات لإعادة الأمل لوقف الحرب على قطاع غزة، وكان من ضمن المعيقات أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية أو حركة حماس.

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن الفكرة الإبداعية التي اقترحتها القاهرة كانت طرح تشكيل لجنة إسناد مجتمعية مهمتها الأساسية تسلم قطاع غزة بشكل متدرج، وأن تكون من شخصيات مستقلة تكنوقراط لا يستطيع نتنياهو الاعتراض عليها، ثم تبدأ هذه اللجنة بتشكيل نواة جهاز شرطي وأمني يتولى تدريجيا إدارة قطاع غزة، وهناك مقترح أن يتم دمج السلطة القديمة والشرطة التابعة لحركة حماس الذين لا علاقة لهم بالأحداث أو كتائب القسام ويعلمون بالقطاع المدني، وهذا بالتأكيد يحتاج موافقة الاحتلال.

وأوضح الرقب أن مهمة اللجنة إعادة استلام قطاع غزة وإعادة الحياة في غزة بالمجالات المختلفة، وهذا له علاقة بإعادة الإعمار وهذا التأكيد يحتاج لقرار ومرسوم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأشار الرقب إلى أن هناك اتفاق أن يصدر مرسوم من أبو مازن لتشكيل لجنة الاسناد المجتمعي من 10 إلى 15 عضو تأخذ على عاتقها وضع استراتيجية وترتبط بشكل أساسي بالحكومة الفلسطينية برام الله حتي لا يتم فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية المحتلة وبالتالي تقسيم المشروع الفلسطيني وهذا ما أكد عليه الفصائل.

وأكد الرقب أن القاهرة بذلت جهودا كبيرة جدا خلال الفترة الماضية للوصول لهذا الاتفاق، مشيرا إلى أن الكرة الآن بملعب أبو مازن أن يوافق على هذا المقترح ويعقد اجتماع للفصائل في القاهرة للتوافق على الأسماء ويصدر مرسوم رسمي بتشكيل أسماء اللجنة وتبدأ أعمالها بتسلم معبر رفح وترتيب جهاز أمني وشرطي لتسلم قطاع غزة بشكل متدرج.

فيما قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إنه لابد من الإشادة بالدور المصري الكبير الذي تبذله منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، حيث حشدت جهودها وعلاقاتها من أجل دعم شعبنا والمساعدة في إيصال وتقديم المساعدات لشعبنا وكانت وما زالت هذه الجهود مستمرة رغم كل العقبات التي وضعتها وتضعها إسرائيل، فضلا عن مقترح لجنة الإسناد الذي سيمثل دعم مهم للقضية الفلسطينية وليس قطاع غزة فقط.

وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن مؤتمر الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة أكد حرص القاهرة على مواصلة الدعم الإنساني لغزة نظرًا للحاجة الماسة في القطاع والذي باتفي وضع كارثي بمعنى الكلمة وبات رغيف الخبز هو حلم المواطنين هناك وذلك بسبب تعمد الاحتلال لزيادة معاناة أهلنا في غزة في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة.

وتابع أبو لحية: ' أتوقع إحراز تقدم في ملف وقف إطلاق النار وإبرام هدنة، مع احتمال الإعلان عن وقف إطلاق نار مؤقت وفقًا لصيغة معدلة من القاهرة، تهدف هذه الصيغة إلى تقريب وجهات النظر، مما يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق، حتى وإن كان جزئيًا ومؤقتًا، على أمل أن يتبع ذلك وقف دائم لحرب الإبادة الجماعية'.