حذّر مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد من ظاهرة نشر المقاطع غير الأخلاقية على المنصات الرقمية من قبل بعض صُنّاع المحتوى المعروفين بـ«البلوجر»، مؤكدًا أن هذا السلوك محرم شرعًا ومجرم قانونًا، لما فيه من «إشاعة الفاحشة في المجتمع» وتعمد إثارة الغرائز لجذب المشاهدات.

عمل محرم ومجرّم قانونًا

وأوضح المفتي، في فتوى منشورة عبر موقع دار الإفتاء المصرية، أن هذه المقاطع تمثل اعتداءً على قيم المجتمع، وانتهاكًا مباشرًا لما أمر به الشرع الشريف من الستر والاستتار، مشيرًا إلى أن الله تعالى حذّر في كتابه الكريم من إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾.

وأضاف أن نشر مثل هذه المقاطع يدخل في باب هتك الستر الذي نهى عنه الإسلام، لافتًا إلى قول النبي ﷺ: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ».

مفتي الجمهورية: ما يحدث في غزة جرح مفتوح في قلب العدالة الإنسانية

مستشار مفتي الجمهورية: الإخوان والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة

تحذير من إدمان “المحتوى المدمر”

وأشار المفتي إلى أن بعض صانعي المحتوى يتعمّدون نشر فضائح أخلاقية أو مقاطع مثيرة لزيادة التفاعل والمشاهدات، مؤكدًا أن هذه الممارسات لا تختلف في أثرها المدمر عن ترويج المخدرات، فكلاهما يؤدي إلى الإدمان والفساد وانتشار الانحرافات، وثراء سريع بلا ضوابط.

دعوة لحماية الأبناء وتقديم ترفيه بديل

ودعت دار الإفتاء المصرية أولياء الأمور إلى ضرورة وقاية أبنائهم من الانسياق وراء المحتوى الهابط، وتوجيههم نحو ترفيه هادف وبنّاء، مؤكدة أن بعض ما يُقدَّم تحت ستار “الترفيه” ما هو إلا وسيلة لتقويض القيم المجتمعية والدينية.

واختتم الدكتور نظير عياد فتواه بالتأكيد على أن كل من يشارك في إنتاج أو نشر أو الترويج لمقاطع غير أخلاقية عبر الإنترنت آثم شرعًا ومخالف للقانون، لما يتضمنه ذلك من إشاعة الفاحشة، مشددًا على أن الستر والتوبة هما الطريق الصحيح لمن وقع في الخطأ، وليس المجاهرة أو نشر المعاصي على الملأ.