حذّر دبلوماسي رفيع سابق في وزارة الخارجية البريطانية من أن المملكة المتحدة تواجه خطر التخفيف من موقفها تجاه القضايا الدولية، ما قد يجعلها متواطئة في أفعال تُفكك النظام الدولي وقواعد القانون وذلك في سياق ردها على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة.

ووفقا لصحيفة التايمزالبريطانية فإن سايمون فريزر، الذي شغل منصب دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية، أعرب عن قلقه من أن الحكومة البريطانية قد تكون في وضع يمكنها من اتخاذ مواقف أكثر حذراً مما هو مطلوب، في ظل العلاقة الخاصة التي تربطها بالولايات المتحدة، خاصة بعد البريكست.

في حديثه لإذاعة تايمز، أكد فريزر أن السياسة تعتمد على 'فن الممكن'، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على العلاقة مع واشنطن، لكنه حذر من أن التهاون في اتخاذ المواقف القوية قد ينعكس سلباً على سمعة المملكة المتحدة ومكانتها على الساحة الدولية.

أوضح فريزر أن العلاقة البريطانية - الأمريكية تُعتبر عنصراً حيوياً في السياسة الخارجية، خاصة بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وتكون الحكومة البريطانية مترددة في اتخاذ خطوات قد تُعتبر موجهة ضد ترامب، خوفاً من إفساد العلاقة مع الإدارة الأمريكية الحالية، وأشار فريزر يجب أن تكون هذه العلاقة مبنية على القيم والمبادئ المشتركة وليس على الخوف من النفوذ الأمريكي.

وأضاف أن الخطر الحقيقي يكمن في احتمال أن تصبح المملكة المتحدة، بشكل غير مقصود، شريكاً في الأفعال التي تقوض الاستقرار الدولي. إذ إن التغاضي عن انتهاكات القانون الدولي أو عدم التعليق عليها قد يؤدي إلى تقويض مبادئ السلوك الدولي، ويجعل المملكة المتحدة تبدو في موقف ضعيف على الساحة العالمية.

فريزر حث الحكومة البريطانية على اتخاذ موقف واضح ومبدئي في مواجهة تصريحات ترامب حول غزة، مشيراً إلى أن السكوت أو التردد في إدانة الأفعال التي تُعتبر غير قانونية يمكن أن يؤدي إلى تقوية الاتجاهات التي تسعى لتفكيك النظام الدولي. وأكد على أهمية دعم القوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وتضمن العدالة لجميع الشعوب.

ختاماً، دعا فريزر الحكومة البريطانية إلى أن تكون أكثر شجاعة في مواقفها، وأن تضع قيم حقوق الإنسان والسيادة الدولية في صميم سياستها الخارجية. كما أشار إلى ضرورة أن تدرك المملكة المتحدة أن الحفاظ على النظام الدولي يتطلب اتخاذ مواقف قوية ومبدئية، حتى في وجه الضغوط السياسية.