تُعد القاهرة واحدة من أكبر العواصم في العالم من حيث عدد السكان، حيث يعيش فيها ما يزيد على 20 مليون نسمة، إذ تمثل المدينة مزيجًا فريدًا من التاريخ العريق والحداثة، لكنها تواجه مجموعة من التحديات الحضرية التي تؤثر سلبًا على جودة الحياة لمواطنيها.

وفي هذا الإطار، ينعقد المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بها، وهو تجمع عالمي يجمع صناع القرار والخبراء لمناقشة قضايا التنمية الحضرية، إذ يشهد معرض المنتدى الحضري العالمي الحالي في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة مشاركة 52 دولة و115 عارضًا من منظمات دولية ومحلية، إلى جانب تمثيل الجهات والوزارات المصرية و11 مطورًا عقاريًا، مع منطقة مخصصة لزوار الدول الإفريقية، وذلك لتسليط الضوء على دور مصر في تعزيز التنمية بالقارة الإفريقية، والتركيز على توطين أهداف التنمية المستدامة.

في هذا التقرير نستعرض بعضًا من التحديات الحضرية الرئيسية التي تواجه مدينة القاهرة، وكيف يمكن لذلك المنتدى أن يسهم في تقديم حلول مبتكرة من خلال التعاون مع المجتمع المحلي والشركاء الدوليين.

الازدحام المروري يعد أحد أبرز التحديات التي تواجه القاهرة، حيث تزداد أعداد السيارات بمعدلات متسارعة، ويتسبب الازدحام في إبطاء حركة المرور، ما يؤدي إلى أوقات طويلة من الانتظار ويسهم في ارتفاع مستويات التلوث.

كما يعتبر التلوث البيئي واحدًا من أكثر التحديات التي تواجهها القاهرة شراسة، حيث تعد القاهرة بين أكثر المدن تلوثًا في العالم، إذ يسهم تلوث الهواء في تدهور صحة السكان والبيئة بشكل عام.

ويُعزى هذا التلوث إلى انبعاثات المصانع ووسائل النقل، بالإضافة إلى الغبار الناتج عن الأعمال الإنشائية، وتشير العديد من الدراسات إلى أن تلوث الهواء يسبب ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الأمراض التنفسية وأمراض القلب، ما يزيد من الأعباء على النظام الصحي.

كذلك تعاني القاهرة وسكانها من نقص في بعض الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء والصرف الصحي في بعض المناطق، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا تواجهه المدينة.

الإسكان غير الرسمي هو الآخر واحد من أخطر التحديات التي تقابل مدينة القاهرة، إذ تنتشر العديد من المناطق العشوائية بين جنبات المدينة، وبها يعيش الملايين من الأشخاص في ظروف غير آمنة وبدون بنية تحتية ملائمة.

إلى جانب ذلك أيضًا تعاني القاهرة مثلها مثل باقي مدن العالم من تحدي أثر التغير المناخي عليها، والذي يظهر من خلال ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الفيضانات، ويتطلب التعامل مع هذه التحديات استراتيجيات جديدة للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة.

في الوقت نفسه يُعتبر المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر الذي يُعقد في القاهرة فرصة تاريخية لتسليط الضوء على تلك التحديات الحضرية السابقة وتقديم حلول مبتكرة لها.

ويُشارك في المنتدى حوالي 52 دولة و115 عارضًا من منظمات دولية ومحلية، ما يعكس التنوع والتعاون الدولي في مواجهة القضايا المشتركة، وذلك من خلال المبادرات والفعاليات الرئيسية التي سيشملها.

حوارات رفيعة المستوى: إذ يتضمن المنتدى جلسات نقاشية تركز على التحديات الرئيسية، مثل أزمة الإسكان وارتفاع تكاليف المعيشة، ما يُعزز من تبادل الأفكار بين الدول المختلفة.

طاولة مستديرة وزارية: تهدف إلى مناقشة الحوكمة متعددة المستويات وكيفية تسريع تنفيذ أجندة المدن الجديدة وأهداف التنمية المستدامة 2030.

إطلاق تقرير المدن العالمية 2024: سيركز على العلاقة بين المدن والتغير المناخي، ما يُساعد في تحديد استراتيجيات ملائمة لمواجهة هذه التحديات.

يتيح المنتدى كذلك فرصة فريدة لتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، وذلك من خلال تبادل المعرفة والخبرات، كما يمكن للمشاركين تطوير استراتيجيات فعّالة لمواجهة التحديات الحضرية، إذ يُعتبر دور المجتمع المحلي محوريًا في نجاح هذه الاستراتيجيات، حيث يمكن للأفكار والمبادرات المحلية أن تُسهم في إيجاد حلول مستدامة.