هل شعرت يومًا بأن قلبك ينبض بسرعة غير مألوفة؟ هذا الشعور قد يثير لديك الخوف والتساؤل: هل هناك مشكلة صحية خطيرة؟ هل أحتاج إلى زيارة طبيب؟ وكيف أتعامل مع هذا الأمر؟

في هذا المقال، نناقش أسباب تسارع دقات القلب وكيفية التصرف بطريقة صحيحة بناءً على شرح الدكتور جمال شعبان، استشاري أمراض القلب، من خلال منشور له عبر صفحتة الشخصية بمواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك.

تسارع دقات القلب هو حالة يزيد فيها معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، الذي يتراوح بين 60 و100 نبضة في الدقيقة. قد يكون هذا التسارع طبيعيًا عند بذل مجهود بدني أو بسبب مشاعر قوية مثل الخوف أو الفرح، ولكنه قد يكون أحيانًا علامة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى متابعة طبية.

تعددت الأسباب التي تؤدي إلى تسارع دقات القلب، ومنها ما هو بسيط ومنها ما يستدعي التدخل الطبي. نوضح أهم هذه الأسباب:

1. نقص الهيموجلوبين (الأنيميا):

انخفاض مستوى الحديد في الدم يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة، ما يجبر القلب على العمل بجهد أكبر لتعويض هذا النقص.

2. التوتر والقلق:

التعرض للضغوط النفسية أو حالات القلق يزيد من إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب.

3. فرط نشاط الغدة الدرقية:

إفراط الغدة الدرقية في إفراز هرموناتها يتسبب في تسريع العمليات الحيوية بالجسم، بما في ذلك ضربات القلب.

4. اختلال أملاح الدم:

عدم توازن نسب البوتاسيوم والكالسيوم في الدم يؤثر بشكل مباشر على الإشارات الكهربائية المنظمة لضربات القلب.

5. مرض السكري:

سواء كان هناك ارتفاع أو انخفاض مفاجئ في مستوى السكر بالدم، فإن ذلك يؤثر على وظائف القلب وقد يؤدي إلى تسارع ضرباته.

6. الجفاف ونقص السوائل:

قلة شرب الماء أو فقدان السوائل نتيجة التعرق الشديد يسبب زيادة لزوجة الدم، مما يضع ضغطًا إضافيًا على القلب.

7. أمراض القلب:

قد تكون المشكلة ناتجة عن:

اختلال وراثي في كهرباء القلب.

أمراض مكتسبة مثل اعتلال عضلة القلب، مشاكل الصمامات، أو انسداد الشرايين التاجية.

إذا شعرت بتسارع في دقات قلبك، فاتباع هذه النصائح قد يساعد في تخفيف الأعراض:

1. السيطرة على التوتر:

مارس تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.

حاول تهدئة نفسك وابتعد عن مصادر القلق.

2. تجنب التدخين:

التدخين ومجالسة المدخنين يزيدان من خطر اضطراب ضربات القلب.

3. شرب السوائل:

حافظ على ترطيب جسمك بشرب كميات كافية من الماء والمشروبات الصحية.

4. الاعتدال في تناول الأملاح:

تجنب الإفراط أو النقص في استهلاك الأملاح، لأنها تؤثر على انتظام ضربات القلب.

5. حيل لتهدئة القلب:

جرب التنفس العميق.

قم بالكح أو الضغط الخفيف (ما يُعرف بمناورات العصب المبهم)، فهذه الأساليب قد تساعد في إعادة ضربات القلب إلى معدلاتها الطبيعية.

إذا استمرت الأعراض أو كانت مصحوبة بأي من العلامات التالية، فإن زيارة الطبيب تصبح ضرورية:

الدوخة أو الدوار.

ألم في الصدر.

الإغماء.

صعوبة في التنفس.

عند زيارة الطبيب، قد يوصي بإجراء بعض الفحوصات لتشخيص الحالة بدقة:

1. رسم القلب الكهربائي (ECG): لتحديد طبيعة ضربات القلب.

2. جهاز الهولتر: يسجل ضربات القلب على مدار 24 ساعة.

3. اختبار كهروفسيولوجي للقلب: لتحليل الإشارات الكهربائية للقلب.

وفقًا للتشخيص، يمكن أن يشمل العلاج:

1. أدوية منظمة لضربات القلب.

2. قسطرة كهربية: لتحديد مصدر الخلل في كهرباء القلب وعلاجه.

3. الكي بموجات الراديو: لإزالة الأنسجة المسببة للاختلال.

4. زرع جهاز صدمات كهربائية: في الحالات التي تحتاج إلى دعم دائم.

الوقاية دائمًا أفضل من العلاج. لذا، احرص على اتباع النصائح التالية للحفاظ على صحة قلبك:

ممارسة الرياضة بانتظام.

تناول غذاء متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن.

الابتعاد عن التدخين والكحول.

النوم الجيد لتقليل التوتر والإجهاد.

تسارع دقات القلب قد يكون عرضًا بسيطًا، لكنه أحيانًا يشير إلى مشكلة تحتاج إلى متابعة دقيقة. تعامل مع الأمر بحكمة، وكن على دراية بالأسباب والعلامات التي تستدعي التدخل الطبي. تذكر دائمًا أن صحة قلبك تبدأ من قراراتك اليومية.