أوضح المركز المالي الكويتي (المركز)، في تقريره الشهري عن أداء الأسواق في أبريل 2025، أن السوق الكويتي واصل تسجيل الأداء الأفضل خليجيا منذ بداية العام، وفي أبريل الماضي، واكب السوق الكويتي أداء العديد من الأسواق العالمية والإقليمية، مسجلا أداء سلبيا حيث تراجع المؤشر العام 1.4% نتيجة مخاوف تأثير التوتر التجاري على آفاق الاقتصاد وأسعار النفط.

وعلى الرغم من ذلك، فقد تصدر قطاعا السلع الاستهلاكية الأساسية والعقارات قائمة الرابحين، بارتفاع نسبته 6.3% و4.9% على التوالي. وفي المقابل، تراجع مؤشر القطاع المصرفي بنسبة 1.9% خلال الشهر.

وخفض صندوق النقد الدولي في أبريل 2025 تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الفعلي للكويت إلى 1.9%، مقارنة بتقدير سابق بلغ 2.6% في ديسمبر 2024، ويعزى ذلك إلى التأخر في إلغاء خفض الإنتاج النفطي خلال العام. وقد بدأ «أوپيك+» في تخفيف قيود خفض الإنتاج اعتبارا من أبريل 2025، بعدما كان من المقرر أن يبدأ التنفيذ في أكتوبر 2024.

وفي تطور لاحق، أعلن «أوپيك+» عن خطط لزيادة إضافية في الإنتاج خلال مايو 2025، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج الكويت إلى 2.443 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من المستوى المخطط له سابقا والبالغ 2.428 مليون برميل يوميا.

وذكر «المركز» في تقريره أن مؤشر «ستاندرد آند بورز» المركب لدول الخليج تراجع بنسبة 1% خلال أبريل 2025، وسط أداء متباين لأسواق المنطقة، متأثرا بمخاوف الحرب التجارية وتراجع أسعار النفط، وفي إطار فرضها لرسوم جمركية على الواردات من مختلف دول العالم، فرضت أميركا رسوما جمركية بنسبة 10% على واردات الخليج، اعتبارا من 5 أبريل.

وفي السعودية، سجل المؤشر العام للأسهم انخفاضا بنسبة 2.9% خلال الشهر، رغم تلقيه بعض الدعم من نتائج الأرباح الإيجابية للشركات. وتراجع سهم أكوا باور وسهم أرامكو السعودية بنسبة 6.2% و5.2% على التوالي، في حين سجل سهم الاتصالات السعودية ارتفاعا بنسبة 5%، بدعم من نمو أرباحها الصافية بنسبة 11% على أساس سنوي للربع الأول من 2025.

أما مؤشر سوق أبوظبي فقد ارتفع بنسبة 1.8% خلال أبريل 2025، مدعوما بمكاسب حققتها الأسهم القيادية، حيث ارتفع سهم بنك أبوظبي الأول بنسبة 8.7% خلال الشهر، عقب إعلان البنك عن عملية إعادة هيكلة رئيسية للجنة التنفيذية. وسجل مؤشر سوق دبي مكاسب بنسبة 4.1% خلال الشهر، بدعم من أسهم قطاعي العقارات والبنوك.

وارتفع سهم بنك دبي الإسلامي بنسبة 5.4% خلال الشهر، مدعوما بنمو صافي الأرباح بنسبة 8% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2025، نتيجة نمو الأصول المدرة للدخل عالي الجودة. كما سجل السوق القطري ارتفاعا بنسبة 2.2% خلال الشهر، بدعم من نتائج أرباح إيجابية.

كما تناول تقرير «المركز» أداء الأسواق العالمية، الذي جاء متفاوتا خلال أبريل 2025. وسجل مؤشر مورغان ستانلي العالمي أداء إيجابيا نوعا ما خلال أبريل، في حين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.8%.

وكانت الأسهم الأميركية قد شهدت تراجعا حادا في بداية الشهر عقب إعلان إدارة ترامب عن حزمة من الرسوم الجمركية جاءت أعلى من المتوقع، ما أثار المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد وعودة الضغوط التضخمية.

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية رسوما جمركية بنسبة 145% على معظم الواردات الصينية، فيما ردت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على الواردات الأميركية. كما فرضت الولايات المتحدة الأميركية رسما جمركيا أساسيا بنسبة 10% على غالبية وارداتها.

ومع ذلك، ساهم الإعلان لاحقا عن وقف مؤقت مدته 90 يوما على الرسوم الجمركية المتبادلة لمعظم الدول، لإتاحة المجال أمام المفاوضات وإمكانية تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، في تعويض الأسواق لبعض خسائرها.

من جانب آخر، ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.5% خلال الشهر، مدعوما بنتائج أرباح أفضل من المتوقع لعدد من شركات التكنولوجيا. وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 إلى 2.8%، مقارنة بـ3.3% في يناير الماضي.

كما ارتفع مؤشر مورغان ستانلي العالمي للأسواق الناشئة بنسبة 1% خلال الشهر، بدعم من ارتفاع الأسهم الهندية بنسبة 3.7%. في المقابل، تراجعت الأسهم الصينية بنسبة 1.7% نتيجة استمرار التوترات التجارية، رغم أن التوقعات بشأن حزم تحفيزية قدمت بعض الدعم للأسواق. وكانت الأسهم الهندية قد تأثرت أيضا في وقت سابق من الشهر بسبب المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية، لكنها تمكنت من التعافي لاحقا.

وتناول تقرير «المركز» سوق النفط وسوق الذهب، حيث أغلقت أسعار خام برنت الشهر عند مستوى 63.1 دولارا للبرميل، مسجلة انخفاضا بنسبة 15.5% خلال شهر أبريل. وقد وصل الخام إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات خلال الشهر، متأثرا بقرار تحالف أوپيك+ بزيادة الإنتاج إلى جانب تصاعد التوترات التجارية.

وكان «أوپيك+» قد قرر رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في مايو 2025، مقارنة بالزيادة المعلنة سابقا والبالغة 135 ألف برميل يوميا، مستندا في ذلك إلى الأساسيات القوية للسوق وتوقعات الطلب الإيجابية.