انطلقت اليوم بمدينة الداخلة، النسخة الأولى من منتدى “إفريقيا لوجستيك”، الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الداخلة-وادي الذهب بتنسيق مع مجلس الجهة، تحت شعار “الاندماج، الاستدامة والتنافسية اللوجستيكية لإفريقيا”.

إذ يهدف المنتدى إلى جعل الداخلة منصة أطلسية إفريقية رئيسية تربط بين الفضاءات الاقتصادية الكبرى بالقارة، وتعزيز الترابط اللوجستي الإفريقي عبر ممرات فعالة وبنيات تحتية حديثة.

حيث يعتبر اللوجستيك اليوم محركاً أساسياً للتنمية في إفريقيا، حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أن كلفة اللوجستيك تمثل حوالي 35% من السعر النهائي للمنتجات مقابل 10% فقط في الاقتصادات المتقدمة، ما يحد من تنافسية المقاولات ويبطئ الاندماج الإقليمي.

ومع عدد سكان يبلغ 1,4 مليار نسمة وناتج داخلي يفوق 3400 مليار دولار، تشكل القارة الإفريقية سوقاً واعدة، تتطلب بنية لوجستية قوية وفعالة لضمان الوصول إلى الأسواق وتعزيز التكامل الاقتصادي.

كما تجسد جهة الداخلة – وادي الذهب نموذجاً للتنمية المستدامة وفق الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حيث أصبحت الجهة جسراً استراتيجياً بين المغرب وإفريقيا، مع مشاريع كبرى تشمل ميناء الداخلة الأطلسي، الطريق السريع تزنيت–الداخلة، مناطق لوجستيكية وصناعية متكاملة، وتطوير الطاقات المتجددة. هذه المشاريع تجعل من الداخلة منصة نموذجية لتجربة التنمية المستدامة على المستوى القاري.

ويتميز المنتدى ببرنامج غني يجمع بين جلسات استراتيجية وورشات تقنية، تشمل موائد مستديرة حول الممرات اللوجستيكية للدول غير الساحلية، مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الابتكار والرقمنة في اللوجستيك، وأولويات التعاون الإقليمي.

كما يتيح المنتدى لقاءات ثنائية وتبادل الفرص الاستثمارية، ليصبح مختبراً حقيقياً لتقاسم الخبرات والابتكارات بين الفاعلين والمؤسسات الاقتصادية الأفريقية والدولية.

ويعكس المنتدى رؤية واضحة نحو 'إفريقيا متصلة، مستدامة وذات سيادة'، حيث يسعى إلى تسريع الاندماج الاقتصادي للقارة من خلال اللوجستيك كرافعة للنمو والتضامن.

كما يفتح المنتدى صفحة جديدة من التعاون جنوب-جنوب، ويجعل من الداخلة منصة لإبراز الإمكانات الاقتصادية للقارة، وتجسيد الرؤية الملكية في دعم التنمية المتكاملة واللوجستيك الأخضر، مع تعزيز الربط بين إفريقيا وبقية الأسواق العالمية.