تسلط الأضواء اليوم على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يتنافس فيها بشكل رئيسي الملياردير والرئيس السابق دونالد ترامب بأحلام العودة إلى البيت الأبيض بعد مغادرته قبل 4 سنوات، ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، بطموح دخول التاريخ كأول امرأة رئيس لأمريكا، وهو ما يحسم من خلال نظام انتخابي معقد، يعتمد بشكل كبير على ما يُعرف بـ'المجمع الانتخابي'.

يحق لـ230 مليون ناخب التصويت لاختيار الرئيس في أمريكا، فيما يعرف بالتصويت الشعبي المباشر، ولكن الفوز بغالبية أصواتهم لا يعني حسم الأمر، إذ ينتقل تسمية الرجل الذي يحكم البيت الأبيض لمدة 4 سنوات إلى سلطة أعضاء المجمع الانتخابي، فمن هم وما دورهم وآلية اختيارهم للرئيس الأمريكي رقم 47؟.

المجمع الانتخابي هو عبارة عن هيئة وضعت في دستور الولايات المتحدة عام 1787 وتنتخب كل 4 سنوات مع الانتخابات الرئاسية، ومكونة من 538 عضوًا يتم اختيارهم من قبل الولايات الأمريكية المختلفة وفقًا لعدد نواب كل ولاية في الكونجرس- مجلسي الشيوخ والنواب- وفكرته الأساسية تمثيل الولايات على أساس الحجم السكاني، مع منح الولايات الأصغر مزيدًا من الأهمية النسبية مقارنة بعدد سكانها، بهدف ضمان توازن في التأثير.

كل ولاية يكون لها عدد من المندوبين في المجمع الانتخابي يساوي عدد نوابها في الكونجرس، ويشمل ذلك عضويها في مجلس الشيوخ وعدد ممثليها في مجلس النواب، مثلًا، ولاية كاليفورنيا التي هي الأكبر من حيث عدد السكان، تمتلك 55 مندوبًا، بينما تمتلك ولاية وايومينج الأقل سكانًا، 3 مندوبين فقط.

عند إجراء الانتخابات الرئاسية، يُطلب من الناخبين في كل ولاية التصويت لصالح مرشح معين، إلا أن الناخبين لا يختارون الرئيس بشكل مباشر، بل يتم التصويت لصالح مجموعة من المندوبين الذين بدورهم يقومون بالتصويت لاختيار الرئيس ونائب الرئيس يوم الإثنين الأول من شهر ديسمبر التالي للانتخابات، ويُعلن فوز المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات الأعضاء، أي يحتاج إلى 270 صوتًا من أصل 538 للفوز.

على الرغم من أن التصويت الشعبي هو ما يراه الكثيرون على أنه 'الانتخابات الفعلية'، فإن المجمع الانتخابي هو الذي يحدد فعلًا من سيفوز في الانتخابات الرئاسية، إذ يصوت المواطنون لاختيار مرشحهم المفضل في كل ولاية، ومع ذلك، فإن نظام المجمع الانتخابي يعني أن المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات الشعبية في الولاية- باستثناء نيبراسكا ومين التي تطبق نظامًا يعتمد على النسب- يفوز بكل أصوات المجمع الانتخابي للولاية.

حال فاز مرشح في التصويت الشعبي في أمريكا، لا يصبح رئيسًا إذا فشل في الحصول على 270 صوتًا في المجمع الانتخابي، وهو ما حدث في انتخابات سنة 2000 بين المرشحين جورج بوش وآل جور، حيث حصل 'جور' على أصوات شعبية أكثر، لكن المجمع الانتخابي حسم الأمر لصالح 'بوش'، وأصبح رئيس الولايات المتحدة.

في انتخابات 2024، يتنافس الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، ويبحث كل منهما على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي.