كشف هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، أن الأداء المتعثر لوالده خلال المناظرة الرئاسية أمام دونالد ترامب كان نتيجة إرهاق السفر وتناول عقار الأمبين المنوم.

ووفقًا لصحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، أوضح هانتر في مقابلة مع مقدم برامج يوتيوب، آندرو كالاهان، أن والده، البالغ من العمر 81 عامًا، كان يعاني من الإرهاق الشديد بسبب رحلات دولية مكثفة قبل المناظرة.

وأشار إلى أن الأطباء وصفوا الأمبين لمساعدته على النوم، وهو دواء يُستخدم لعلاج اضطرابات النوم قصيرة الأمد. وأضاف أن هذا الإرهاق أثر بشكل مباشر على قدرة والده على الأداء بفعالية خلال المناظرة التي أثارت جدلًا واسعًا.

تداعيات المناظرة على قرار التنحي

وأدى الأداء المثير للجدل لجو بايدن في المناظرة إلى موجة انتقادات حادة داخل الحزب الديمقراطي وخارجه، مما ساهم في قرار الرئيس السابق التنحي عن الترشح لولاية رئاسية ثانية. وبعد أقل من شهر من المناظرة، التي شهدت تعثرًا ملحوظًا في حديث بايدن، تراجع في استطلاعات الرأي أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب. ونتيجة لذلك، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، مما مهد الطريق لنائبته السابقة كامالا هاريس لتصبح مرشحة الحزب الديمقراطي. ومع ذلك، خسرت هاريس الانتخابات الرئاسية أمام ترامب في نوفمبر، مما أثار تساؤلات حول استراتيجية الحزب الديمقراطي في التعامل مع أزمة المناظرة.

ردود فعل هانتر بايدن على الحزب الديمقراطي

وعبر هانتر بايدن عن خيبة أمله العميقة تجاه قادة الحزب الديمقراطي والنواب والاستراتيجيين الذين، بحسب رأيه، تخلوا عن دعم والده بعد المناظرة.

وفي المقابلة، انتقد هانتر ما وصفه بـ'التخلي السريع' عن جو بايدن، معتبرًا أن هذا القرار كان متسرعًا ولم يأخذ في الاعتبار الظروف الصحية والجسدية التي واجهها الرئيس السابق. وأكد أن والده كان يعاني من ضغوط جسيمة نتيجة جدول سفر مكثف، مما أثر على أدائه في لحظة حاسمة من الحملة الانتخابية.

سياق المناظرة والضغوط السياسية

تُعد المناظرة التي جرت بين جو بايدن ودونالد ترامب نقطة تحول في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. فقد أثارت لحظات تعثر بايدن في الحديث، إلى جانب تقدمه في العمر، مخاوف الناخبين والمحللين بشأن قدرته على تحمل مسؤوليات الرئاسة لولاية أخرى. ووفقًا لصحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، يرجح بعض الخبراء أن قرار بايدن بالتنحي كان مدفوعًا بضغوط داخلية من قادة الحزب الديمقراطي، الذين رأوا أن استمراره في السباق قد يعرض فرص الحزب في مواجهة ترامب للخطر. ومع ذلك، أثار هذا القرار انقسامات داخل الحزب، حيث اعتبر البعض أن التخلي عن بايدن كان قرارًا متسرعًا أضعف موقف الديمقراطيين.

وأشار هانتر بايدن إلى أن والده كان قد أكمل رحلتين دوليتين في يونيو 2024، مما زاد من إرهاقه قبل المناظرة. وقد أكد جو بايدن نفسه في تصريحات سابقة أن إرهاق السفر كان السبب الرئيسي وراء أدائه الضعيف. ويُسلط هذا التفسير الضوء على التحديات التي يواجهها القادة السياسيون في إدارة جداولهم المزدحمة، خاصة في ظل التقدم في العمر. ويؤكد هانتر أن استخدام الأمبين كان ضروريًا لتنظيم نوم والده، لكنه قد يكون ساهم في تقليل تركيزه خلال المناظرة.

ردود فعل متباينة داخل الحزب

وأثار قرار جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي نقاشات حادة داخل الحزب الديمقراطي. فقد رأى بعض الأعضاء أن المناظرة كشفت عن ضرورة اختيار مرشح أكثر حيوية لمواجهة ترامب، فيما اعتبر آخرون أن التخلي عن بايدن، الذي كان يتمتع بخبرة سياسية طويلة، كان خطأً استراتيجيًا. ووفقًا لصحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، يرى بعض الخبراء أن الحزب الديمقراطي فشل في إدارة الأزمة بشكل فعال، مما أدى إلى خسارته في الانتخابات أمام ترامب. وأشار هانتر إلى أن والده شعر بخيبة أمل من عدم وقوف بعض حلفائه إلى جانبه في هذه اللحظة الحرجة.

الدروس المستفادة من المناظرة

تُعد المناظرة درسًا مهمًا في إدارة الحملات الانتخابية، حيث أظهرت أهمية إعداد المرشحين بشكل كافٍ لمواجهة الضغوط السياسية والإعلامية. ويبرز الحدث أيضًا تحديات التوازن بين الالتزامات الدولية والمحلية للقادة السياسيين، خاصة في ظل التقدم في العمر. ويؤكد هانتر بايدن أن والده كان ضحية ظروف استثنائية، وليس نقصًا في الكفاءة أو القدرة. ومع ذلك، فإن تأثير هذه المناظرة على مسار الانتخابات يعكس أهمية الصورة العامة في تشكيل رأي الناخبين.

مستقبل الحزب الديمقراطي

مع خسارة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية، يواجه الحزب الديمقراطي تحديات كبيرة في إعادة بناء استراتيجيته للانتخابات المستقبلية.

ويشير المحللون إلى أن الحزب بحاجة إلى مراجعة شاملة لكيفية اختيار مرشحيه والتعامل مع الأزمات السياسية. ووفقًا لصحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، يرجح بعض الخبراء أن الحزب قد يركز في المستقبل على مرشحين أصغر سنًا وأكثر ديناميكية لاستعادة ثقة الناخبين. وفي الوقت نفسه، يظل جو بايدن رمزًا مهمًا في الحزب، حيث يُنظر إليه كشخصية ساهمت في تشكيل السياسة الأمريكية على مدى عقود.