أعلن رئيس وزراء أوكرانيا، دينيس شميهال، عن خطة طموحة تهدف إلى تعزيز قدرة بلاده الدفاعية في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة، ووفقًا لتصريحات شميهال، تعتزم أوكرانيا إنتاج 3 آلاف صاروخ و30 ألف طائرة مسيرة بعيدة المدى خلال العام الجاري.

وبحسب وكالة رويترز هذه الخطوة تمثل جزءًا من استراتيجية موسعة لتحسين القدرات العسكرية لأوكرانيا وتعزيز ردها على الهجمات الروسية المتواصلة التي تستهدف مناطق متعددة في البلاد.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة لأوكرانيا التي تمر بمرحلة صعبة منذ بدء العمالية العسكرية الروسية في فبراير 2022، كما ان الحكومة الأوكرانية تدرك أن الحرب لن تنتهي بسرعة، ولذلك تتطلع إلى تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستقل عن الدول الغربية التي تدعمها، بينما تظل في الوقت نفسه بحاجة إلى تعزيز الدعم العسكري الدولي.

وعلى الرغم من الدعم الغربي المستمر من خلال شحنات الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة، تسعى أوكرانيا إلى تقليل اعتمادها على الخارج في المجالات الدفاعية، ومن خلال هذه الخطط الطموحة، تأمل أوكرانيا في تحسين قدرتها على تدمير أهداف عسكرية استراتيجية، سواء كانت مواقع عسكرية أو تجهيزات دفاعية.

الصواريخ والطائرات المسيرة بعيدة المدى ستمكن القوات الأوكرانية من استهداف المواقع الروسية في عمق الأراضي المحتلة، ما يعزز فعالية الهجمات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية في جبهات متعددة.

ويعتبر هذا التصريح تأكيدًا على الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة الأوكرانية في بناء صناعتها العسكرية المحلية، بما في ذلك تطوير الطائرات المسيرة.

وقد أصبح استخدام الطائرات المسيرة سمة بارزة في النزاع الحالي، حيث أثبتت فاعليتها في ضرب الأهداف العسكرية والاقتصادية في عمق الأراضي الروسية، وهو ما يجعل من إنتاج المزيد من الطائرات المسيرة هدفًا استراتيجيًا لأوكرانيا.

من جهة أخرى، يبدو أن أوكرانيا تستفيد من زيادة التعاون مع الشركات المحلية لتصنيع الأسلحة المتطورة التي تحتاج إليها بشكل عاجل، وأن هذا التعاون المحلي يسهم في تسريع إنتاج الأسلحة ويعزز القدرة على استدامة العمليات العسكرية.

كما أن هذه الخطط تأتي في إطار محاولة أوكرانيا لتوسيع نطاق إنتاجها العسكري بشكل متسارع، حتى تتمكن من تلبية احتياجاتها العسكرية مع استمرار الصراع.

وتتزامن هذه التصريحات مع تزايد الضغوط الدولية على روسيا من أجل وقف الحرب، حيث يستمر المجتمع الدولي في فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على موسكو. من جانبها، أكدت أوكرانيا مرارًا أنها ستواصل الدفاع عن أراضيها بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك عبر تطوير صناعتها الدفاعية بشكل مستقل.

من المتوقع أن تكون هذه الخطط موضوعًا رئيسيًا في النقاشات العسكرية والسياسية الأوكرانية خلال الأشهر المقبلة، مع مراقبة الدول الغربية للوضع عن كثب لدراسة كيفية دعم أوكرانيا في تحقيق هذه الأهداف. إذا تم تنفيذ هذه المشاريع بنجاح، فإنها ستكون خطوة كبيرة نحو تحسين موقف أوكرانيا العسكري، وتوفير مزيد من الأمان لمواطنيها في ظل تهديدات الحرب المستمرة.