أكد وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، رفض مصر بشكل قاطع الإجراءات الأحادية التي تتبعها إحدى دول الحوض الشرقي، إذ تتعارض هذه الإجراءات مع مبادئ التعاون والمنفعة المشتركة واحترام القانون الدولي.

وشدد وزير الري على إيمان مصر بأن الاستقرار الحقيقي والمستدام في الحوض يتحقق فقط من خلال التنمية المشتركة، وتقاسم المنافع بعدالة، والإدارة المستدامة للموارد المائية المشتركة، مشددًا على أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب التحرك العاجل والتضامن والعمل الجماعي.

وأكد الدكتور سويلم أن المياه ليست فقط مصدر الحياة، بل هي أيضًا أساس السلام والازدهار وكرامة الإنسان.

جاء ذلك خلال جلسة 'الشراكات الثنائية من أجل الصمود الإقليمي.. تعزيز التعاون عبر الحدود في حوض النيل'، ضمن فعاليات 'أسبوع القاهرة الثامن للمياه'.

ونوه سويلم بأن مصر أطلقت آلية تمويلية بمخصصات قدرها 100 مليون دولار لدراسة وتنفيذ المشروعات التنموية بدول حوض النيل الجنوبي، في إطار رؤية تهدف إلى جعل الحوض نموذجًا للتعاون الفعّال عبر الحدود.

وأشار إلى أن نهرنا المشترك (النيل) يواجه اليوم ضغوطًا غير مسبوقة نتيجة لتغير المناخ، والنمو السكاني، وتزايد الطلبات على الموارد، وهي تحديات عابرة للحدود تتطلب عملًا جماعيًا والتزامًا تامًا بمبادئ القانون الدولي كافة، لافتًا إلى أن دولة بمفردها لا تستطيع مواجهة هذه التحديات.

وشدد وزير الموارد المائية والري على إيمان مصر الراسخ بأن التعاون ليس خيارًا، بل ضرورة.

وأضاف أن مصر طورت شراكات ثنائية قوية ومبادرات تعاون فني عبر حوض النيل، محققةً بذلك نتائج ملموسة بالتعاون مع دول الحوض.

وتابع: تنوعت هذه الإنجازات لتشمل حفر آبار جوفية لتوفير مياه شرب آمنة للمجتمعات النائية، ونفذت نظم لحصاد مياه الأمطار لتعزيز الصمود في مواسم الجفاف، كما جرت مكافحة الحشائش المائية لتحسين إدارة الفيضانات وتسهيل الملاحة النهرية.

وأصاف الوزير أن مصر أنشأت مراكز متقدمة للتنبؤات الجوية وحماية الأرواح، ونفذت مشروعات للحد من آثار الفيضانات لحماية السكان والممتلكات، بالإضافة إلى مبادرات ثنائية أخرى تحقق منافع ملموسة لشعوب دول الحوض.

وأشار إلى أن مصر استثمرت بشكل مستدام في تدريب وبناء قدرات الأشقاء الإفريقيين من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA).

وأوضح أن هذا الاستثمار أسهم في تمكين جيل جديد من القادة القادرين على تشكيل مستقبل المياه في إفريقيا.

وأكد سويلم التزام مصر الكامل بتوسيع شراكاتها والدعم المستدام الذي يتجسد في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في دول حوض النيل الجنوبي، محوِّلةً مبادئ التعاون والمنفعة المتبادلة إلى واقع ملموس يخدم دول الحوض كافة.

ونوه بأن مصر دعمت 37 مشروعًا ضمن 'برنامج الاستثمار في حوض نهر النيل' (NELSAP) في دول البحيرات الاستوائية، مؤكدة التزامها بالتنمية المستدامة والمشروعات التي تحقق المنافع المشتركة بأقل الآثار السلبية على دول المصب.