تحديات عديدة يواجهها الشباب في عصرنا الحالي، منها الخلط بين مفهوم الحرية والاستقلال الشخصي، إذ أن كثير منهم يخلطون بين الفهمين، معتقدين أن الحرية تعني التحرر من كل القيود والالتزامات، مما يؤدي أحيانًا إلى تصرفات غير مسؤولة.

وفي نفس السياق، يتطلب الاستقلال الشخصي مستوى عال من الوعي الذاتي والنضج، إذ يرتبط بقدرة الفرد على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عن نتائجها، لذلك يحث الخبراء دونًا على تعزيز وعي الشباب بأهمية التوازن بين الحرية والمسؤولية.

الدستور ناقشت خبراء علم النفسي كيف حول ذلك الخلط وكيف يمكن التعامل معه من قبل الوالدين؟.

وتعلق على ذلك الدكتورة دينا الجابري، استشاري الطب النفسي، إذ قالت إن مفهوم الحرية يتجاوز القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية، إذ يشمل الاعتماد الذاتي ماديًا ومعنويًا، مؤكدة أن التعليم يلعب دورًا محوريًا في تمكين الأفراد من تحمل المسؤوليات والاعتماد على النفس.

وأشارت الجابري لـ«الدستور» إلى أن الحرية لا تعني التصرف بما يتعارض مع العادات والتقاليد أو الدين، مؤكدة أن هناك مفاهيم خاطئة حول الحرية تتعلق بالعقوق أو التصرفات غير المسؤولة.

وذكرت أن الاستقلال الشخصي يستلزم وجود قناعات وأخلاق واضحة، مما يتطلب مراحل من التعلم والتجربة، فضلًا عن القدرة على الاكتفاء الذاتي.

وأضافت أن من المهم تعليم الأبناء أهمية الاستقلالية، لكن يجب أن يكون ذلك في إطار من المسؤولية وليس استقلالًا تامًا، حيث أن مرحلة المراهقة غالبًا ما تحمل تصورات خاطئة حول الاستقلال الشخصي والخلط بينه وبين مفهوم الحرية، موضحة أن هذا الخلط يمكن أن يعكس رؤية سطحية للحرية، حيث يظن البعض أن الانفصال عن التقاليد أو القيم هو السبيل الوحيد لتحقيق الذات.

ومن أجل بناء الإنسان ظهرت مبادرة 'بداية جديدة لبناء الإنسان'، والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي للتنمية البشرية، بهدف تنفيذ برامج وأنشطة وخدمات متنوعة تشمل كل الفئات العمرية، وتغطي جميع محافظات الجمهورية، انعكاسًا لرؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل.

وتعتبر المبادرة نتاج للعمل الجماعي المشترك من كل وزارات وجهات الدولة وبمشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص لإعداد برنامج عمل مجمع يستهدف تنمية الإنسان المصري والعمل على ترسيخ الهوية المصرية، بحيث يشعر المواطن بالمردود الإيجابي خلال فترة وجيزة.

وأشارت الجابري إلى أن للحرية ضوابط وحدود أساسية تضمن تحقيق التوازن بين حقوق الأفراد وواجباتهم تجاه المجتمع ومن يعيشون فيه، فهي ليست مطلقة ولكن يجب أن تتوقف عندما تبدأ في انتهاك حقوق الآخرين أو تهديد النظام الاجتماعي.

واختتمت: «أبرز هذه الضوابط هؤ القوانين والتقاليد التي تحكم سلوك الأفراد، مما يضمن عدم استخدام الحرية كذريعة للتصرفات الضارة أو غير الأخلاقية، أو فعل الإنسان لما يحلو له دون اعتبارات المجتمع وقوانينه وضوابطه وما يحدده لكل مواطن».