البحث عن سن الأدوات والسكاكين التي يعمل بها في مجال تقطيع الأسماك، دفعه إلى احتراف مجال سن السكاكين وأدوات التقطيع، لينتقل من حرفة توارثها عن آبائه وأجداده بمدينة نجع حمادى شمال قنا، إلى حرفة أخرى لم يسبقه أحد من أبناء عائلته إليها، لكنه استطاع على مدار 15 عاماً من العمل، أن يصنع لنفسه اسماً مميزاً في حرفته الجديدة بين كبار العاملين بالمهنة التي بدأت تندثر تدريجياً خلال الفترة الأخيرة.

ترك السمك واتجه لسن السكاكين

مخاطر وصعوبات حرفة سن السكاكين، لم تثني 'وحيد الطويقى' عن قراره بالانتقال إلى حرفة أخرى لم يعهدها من قبل، وكانت البداية كهواية لسن أدوات تقطيع الأسماك التي يعمل بها بالشكل الذى يروق له، حتى لا تسبب له أي متاعب أو مصاعب أثناء العمل، لكنه بعد فترة وجد نفسه مضطراً لأداء نفس المهام لزملائه وأصدقائه في مهنة تنظيف وتقطيع الأسماك، إلى أن تحول بشكل كامل إلى سن السكاكين وأدوات التقطيع.

العمل بحرفة أخرى بها من المخاطر والصعوبات، ما يجعل الكثير يخشى مجرد الاقتراب منها، لم يكن يسيراً في البداية، لكن البحث عن التغيير ومصدر رزق آخر، كان دافعاً قوياً، لكى يحترف أساسيات الحرفة الجديدة خلال وقت يسير، بل ويتعرف على مصادر وأجود الأحجار المخصصة لعملية سن الأدوات الحادة، ويبدأ العمل مع فئات وأصحاب حرف مختلفة، لم يكن التعامل معهم أمراً روتينياً، كالجزارين وأصحاب محلات الفراخ.

بعيداً عن مخاطر الحرفة التي تحتاج إلى يقظة تامة خلال العمل، واجهت المعلم وحيد الطويقى، محاذير وصعوبات من نوع خاص، تمثلت فى الأسلحة البيضاء ممنوعة التداول، فكان القرار واضحاً وصريحاً، بالامتناع عن قبول أي أسلحة بيضاء 'مطواة، خنجر'، وكل ما يمكن أن يستخدم في المشاجرات ويتسبب في أذى أو إراقة دماء، مهما كان المقابل المادى المعروض في مثل هذه الحالات.

قال المعلم وحيد الطويقى ' سنان سكاكين': تعلمت حرفة سكن السكاكين وأدوات التقطيع منذ 15 عاماً، ومن وقتها وأنا أمارس عملى في هذه الحرفة، التي أصبحت مصدر دخلى الأساسى، رغم تراجعها في الفترة الأخيرة، وعدم اعتماد الأهالى عليها كما كان في السابق، لأسباب عديدة من ضمنها ضعف الأدوات التقطيع الحديثة وعدم قدرتها على تحمل سن النصل كما كان في السابق، وظهور أدوات رديئة رخيصة الثمن.

وتابع الطويقى: دخلت مجال سن السكاكين كهواية في البداية، حيث كنت أتولى سن الأدوات التي أقطع بها السمك، حتى تكون بالشكل الذى أريد أن تكون عليه الأدوات التي أستخدمها في التقطيع، إلى أن تطور الأمر، وأصبح تجار السمك وزملائى حولى يعتمدون على لسن أدواتهم، وبعدها قررت أن اتجه لهذه الحرفة الجديدة، متحملاً كافة المخاطر والصعوبات التى تلازم من يعمل بها طوال الوقت، رغم نشأتى في تجارة السمك مع عائلتى التي لا تعرف غير مجال بيع السمك.

وأشار سنان السكاكين، إلى أن الإقبال على سن السكاكين وأدوات التقطيع، لم يعد كما كان قديماً، فالإقبال الحقيقى يكون خلال المواسم والأعياد، خاصة عيد الأضحى المبارك، حيث يكون الإقبال كبيراً من قبل الجزارين لسن أدواتهم للتعامل مع الذبائح الكثيرة خلال أيام العيد، وكذلك المواطنين العاديين، للتعامل مع لحوم الأضاحى، وبعدها يتراجع الإقبال مرة أخرى نظراً لارتفاع أسعار اللحوم وعدم قدرة الكثير من الأسر على شرائها، إلى مع الجزارين وأصحاب محلات الفراخ الذين يعتبرون زبائن دائمين لارتباط عملهم بتقطيع اللحوم.

وأوضح الطويقى، أن طبيعة العمل في سن أدوات التقطيع والتعامل مع الأحجار المخصصة للسن، يحتاج إلى تركيز شديد، حتى لا أتعرض لأى مكروه، وأطلب من الحضور الابتعاد عن حجر السن، لعدم الإصابة من أي شوائب تنتج عن عملية السن، لافتاً إلى أن سن السكاكين يكون على ثلاث مراحل وجهين نظافة، بعدها العمل على نصل السكين، من خلال حجر الجلخ، ثم حجر المياه، واستخدم دائماً السن على البارد، حرصاً على الأدوات التي يحضرها الزبائن من التلف.

وأضاف سنان السكاكين، أن أبرز الزبائن التي يتعامل معها، الجزارين والخياطين، لارتباط عملهم بالسكاكين والمقصات التي تحتاج إلى سن كل فترة، لكى تكون أسرع وأفضل في أداء المهام، ومن أبرز الأدوات التي يتولى سنها في المحل ' السكاكين، المقصات، السواطير، ماكينات الحلاقة'، لافتاً إلى أنه يشترى الحجر المخصص لسن السكاكين من منطقة القطامية بالقاهرة، ويسمى حجر هاشمى.