منذ توليه رئاسة مصر، وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيناء في صدارة خريطة التنمية، حيث تبَّنت الدولة المصرية استراتيجية شاملة لتحويل سيناء إلى ركيزة رئيسية في مسيرة التنمية المستدامة، وهذه الجهود ليست مجرد أرقام على الورق، بل هي واقع ملموس يعكس رؤى طموحة تمتد من تحسين البنية التحتية إلى تعزيز الفرص الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، مع تقدير لتضحيات أهالي سيناء المستمرة.

وأكد الرئيس السيسي، خلال افتتاح خط سكك حديد الفردان - بئر العبد، أمس، أهمية سيناء، قائلًا: 'أرحب بأهالي سيناء.. هذه المشروعات من أجلكم، وكل ذرة من أرض سيناء هي أمانة في رقابنا ورقابكم'، كما شدد على الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية في مصر، مشيرًا إلى تنفيذ 41 ألف كيلومتر من الطرق وتطوير قطاع النقل بتكلفة بلغت 2 تريليون جنيه.

وبعد حديثه عن مشروعات سيناء، نستعرض في السطور التالية، أبرز المشروعات التنموية في أرض سيناء التي ربطتها بجميع المحافظات، مع تحسين أوضاعها في مختلف المجالات.

شهدت سيناء مشروعات عملاقة غيرت من وجهها، على رأسها إنشاء أنفاق قناة السويس، مثل أنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية، وأنفاق الثالث من يوليو جنوب بورسعيد، التي ربطت سيناء بباقي محافظات مصر، مع تسهيل حركة البضائع والتنقل، كما تم إنشاء شبكة طرق جديدة بلغ طولها 2022 كيلومترًا، ما عزز التواصل بين الشرق والغرب وسهل حركة التجارة داخل المنطقة وخارجها.

ولم تقتصر المشروعات على الطرق والأنفاق فقط، بل تم تطوير مطار البردويل الدولي للأغراض المدنية، بالإضافة إلى تطوير مطار العريش لتلبية الاحتياجات المتزايدة للنقل الجوي، وعلى مستوى الموانئ، يجري تطوير ميناء العريش البحري ليصبح منافسًا قويًا للموانئ المطلة على البحر المتوسط، ما يسهم في تنشيط حركة الاستيراد والتصدير وخلق آلاف فرص العمل الجديدة لأهالي سيناء.

ولم تغفل الدولة دور التنمية السكانية، فقد تم إنشاء مدن جديدة مثل مدينة رفح الجديدة ومدينة بئر العبد الجديدة، بالإضافة إلى تجمعات عمرانية حديثة تمتد شمالًا وجنوبًا، وهذه المدن تأتي مزودة بكل الخدمات الضرورية التي تضمن حياة كريمة للمواطنين، ما يسهم في تحسين نوعية الحياة ويعيد الثقة للسكان في مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.

كما ركزت الدولة على رفع مستوى التعليم والخدمات الصحية، حيث تم إنشاء جامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة في الطور وشرم الشيخ ورأس سدر، فضلًا عن جامعة العريش، وفي المجال الصحي، شهدت المستشفيات والوحدات الصحية طفرة نوعية من خلال رفع كفاءتها وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية، إضافة إلى بناء مستشفيات جديدة تلبي احتياجات الأهالي في مختلف المناطق.

وتسعى الدولة إلى زيادة الرقعة الزراعية في سيناء من خلال عدة مشروعات، مثل: سحارة سرابيوم ومشاريع معالجة مياه المصارف، ما أسهم في ري الأراضي واستصلاحها، بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء محطات تحلية المياه والآبار التي توفر مياه الشرب والزراعة، ما يعزز من استدامة التنمية الزراعية في المنطقة.

ولم يكن الجانب الاقتصادي بعيدًا عن خطط التنمية، حيث زادت الاستثمارات العامة في سيناء ومدن القناة بأكثر من 10 أضعاف لتصل إلى 58.8 مليار جنيه في عام 2024 مقارنة بـ5.9 مليار جنيه في عام 2014، وتم توفير 377 فرصة استثمارية على الخريطة الاستثمارية منذ 2018، ما يعزز من فرص العمل والنمو الاقتصادي.

وبعد عرض أهم المشروعات التي حرصت الدولة على إنشائها، تستنتج أن تلك المشاريع ليست مجرد جهود منفصلة، بل تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى إدماج سيناء في قلب الاقتصاد المصري وتوفير فرص حياة أفضل لأبنائها، بالتالي تعد سيناء اليوم من أهم المناطق الواعدة في مصر، ليس فقط على مستوى الاستثمارات والبنية التحتية، بل أيضًا من حيث الرؤية الإنسانية التي تسعى لبناء مستقبل أفضل لأجيال قادمة، محققة بذلك وعد التنمية والازدهار لأرض الفيروز.