تحسب كل أسرة مع بداية كل عام دراسي جديد تكلفة احتياجات أطفالهم اليومية، من حيث «ساندوتش المدرسة واللانش بوكس»، الذي يُعَد من أهم الأساسيات، لأنها وجبة الإفطار الرئيسية للطالب، التي لا غنى عنها، ولكن تأثرت تكلفة سندوتشات المدرسة، بارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية خلال الفترة الحالية، على الرغم من بذل الحكومة ما في وسعها للاهتمام بالصحة الغذائية للطلاب، حيث تقدم التغذية المدرسية في كافة محافظات مصر، وذلك بتعاون الجهات المعنية من وزارة التعليم وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وزارة الصحة، وزارة الزراعة، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، لتوصيل الوجبات المدرسية للطلاب، لكي يستفيدوا من العناصر الغذائية، وذلك وفقًا لتعليمات الرئيس السيسي، ولكن يتساءل الكثير مع بداية العام الدراسي الجديد ما تكلفة «ساندوتش المدرسة» الآن؟ وهل يستفيد الطلاب بالفعل من التغذية المدرسية المقدمة من الحكومة؟.

تبلغ تكلفة سندوتشات المدرسة العادية وفقًا للأسعار الحالية للسلع الغذائية من «الخبز والجبن والبيض، واللانشون» نحو 30 جنيهًا، وأصبحت أسعار محتويات اللانش بوكس نحو 100 جنيه، سعر ثمرة فاكهة، سندوتش برجر وبانيه مُعدة في المنزل وقطع من الخيار والطماطم، وهذه وفقاً للحسابات العشوائية المتداولة بين الأسر المصرية.

وأوضحت دكتورة روضة حمزة أبو الفضل، خبيرة الاقتصاد المنزلي، وأستاذة إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بجامعة حلوان لـ «الأسبوع» أن تكلفة سعر السندوتشات المدرسية، لا يمكن تحديدها أو التحكم فيها، لأن هناك اختلافات في بيوت الأسر، ولكن في ظل ارتفاع الأسعار، الذي تشهده البلاد خلال هذه الفترة، بالتأكيد التكلفة مرتفعة عن السنوات الماضية، ولكن من الممكن التحكم في الكميات، وتصنيع كل محتويات سندوتش المدرسة في المنزل، على سبيل المثال تصنيع خبز الفينو، تحضير حشوة السندوتشات، وتخزينها في أكياس في الثلاجات على التسخين، وكذلك العصائر والمياه، أو من الممكن شراء المعجنات البسيطة، وشراء كل ما له قيمة غذائية وقليل في السعر، وهذه أحد الحلول لتقليل التكلفة.

وتحدثت أستاذة إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بجامعة حلوان عن التغذية المدرسية قائلة: إنها من أهم الأشياء، التي تقدمها الدولة لـ الاهتمام بالصحة الغذائية للطلاب، ويستفيد منها الكثير، ولكن بيتم استخدامها في اتجاه خاطئ من قِبل بعض الأشخاص، حيث لم يتم توزيع الوجبات المدرسية، ويكتب أنه تم توزيعها، لذلك لا بد أن يكون هناك رقابة، ويجب أن تكون الوجبات غير سريعة التلف، حتى يستفيد منها الطفل.

ونصحت خبيرة الاقتصاد المنزلي بأن يأخد الطالب كافة العناصر الغذائية من ساندويتش المدرسة، ولا نضع كميات كبيرة من الطعام لأن هناك أشياء كثيرة مرتفعة الثمن، ويجب أن تكون السندوتشات بسيطة، ولا بد أن يكون الغذاء مصنعًا منزليًّا.

يذكر أن الهيئة القومية لسلامة الغذاء، أعلنت خلال الأيام القليلة الماضية أنه استعدادًا للموسم الدراسي الجديد 2025/2024 بدأت في التنسيق مع شركة سايلو فودز للصناعات الغذائية والمتعهدين والموزعين وأصحاب المخازن المسئولين عن توزيع الوجبة المدرسية على مستوى الجمهورية.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، أن الوزارة تعمل على توفير التغذية المدرسية للطلاب، قائلاً: «هناك تواصل مستمر مع وزارة المالية بشأن التغذية المدرسية، ومخصصات الألبان، ويجرى الدعم بشكل فوري وفقًا للمتاح».

وفي ذات السياق أوضح الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم السابق في تصريحات صحفية سابقة أنه تم توزيع التغذية المدرسية في العام الدراسي 2024/2023 على جميع تلاميذ مرحلة رياض الأطفال وتلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي ومدارس التعليم المجتمعي بنسبة 100%، وبلغ إجمالي التكلفة الكلية لطلاب المدارس نحو 8 مليارات جنيه، وتعاقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 'شركة سايلوفودز' بشأن منظومة التغذية المدرسية.

وتابع أن الوجبات المدرسية يستفيد منها نحو 12 مليون طالب بداية من مرحلة رياض الأطفال إلى الشهادة الإعدادية، بما يمثل نصف الطلاب الموجودين في قطاع التعليم، حيث تقديم وجبة لكل طالب يوميًّا تشتمل على بسكويت سادة وعصير ولبن أو عصير وبسكويت محشى بالعجوة بأوزان مختلفة، وتكون الوجبات طبقًا لمتطلبات الطالب.

وأكد الوزير السابق أن تكلفة التغذية المدرسية للطالب الواحد حوالى 644 جنيهًا في العام، وتهدف الوجبة المدرسية لمواجهة التسرب من التعليم. وخاصة تلاميذ المحافظات الحدودية والمناطق النائية والصحراوية في بعض المحافظات.. مشيرًا إلى أن هذه عملية ضخمة من التوزيع 12 مليون طالب في 27 محافظة يوميًّا، فالجهات القائمة على ذلك وزارة الصحة من ناحية سلامة الغذاء، والقيمة الغذائية، وشركة سايلوفودز وهى شركة عملاقة مسئولة عن الانتاج والتأمين وضبط الجودة والتوزيع.

يذكر أن منظومة توزيع الوجبات المدرسية، واجهت عدّة مشاكل على مدار الأعوام الماضية، ففي مارس 2017، قرّر طارق شوقي، وزير التربية والتعليم وقف صرف الوجبات إلى الطلاب لحين إشعار آخر، بعد وقائع الاشتباه في تسمّم ما يقرب من 4650 طالبًا في مدارس الجمهورية، وفقًا لتقارير حكومية رسمية، نتيجة تناولهم الوجبات المدرسية، إذ ظهرت أزمة تعرّض الطلاب إلى إعياء منذ بدء العام الدراسي.

وبدأ توزيع الوجبة المدرسية في بداية مارس 2018 بعد توقّف استمر لعام كامل، وقبل انطلاق العام الدراسي بعدة أسابيع يوم 9 أغسطس، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الاستعداد لملف التغذية المدرسية، وأكّدت أن هناك لجنة مشكّلة من عدّة وزارات وهيئات معنيّة لمتابعة ملف التغذية المدرسية، والتجهيز لها قبل بدء الدراسة، حيث قررتِ الحكومة، التعاقد مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية «شركة سايلو فودز» بشأن التغذية المدرسية.

وقال اللواء أركان حرب وليد أبو المجد، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، إنّ شركة سايلو فودز حققت أعلى معدل توزيع وجبات تغذية مدرسية في العالم، ما استحقّت معه الشركة درع موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

وأضاف وليد حسين أبو المجد أنه تم إنتاج 500 ألف طن سنويًّا بمنتجات متنوعة، وتنفيذ التعاقدات المحلية والعالمية، وحصلت على درع موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث تم توزيع 600 مليون وجبة مدرسية خلال العام الدراسى 2022/2021 على 13.5 مليون طالب وطالبة، ووصل العدد إلى 500 مليون وجبة خلال النصف الأول من العام الدراسي 2023، ونعمل على التعاون مع القطاع الخاص، المعهد القومى للتغذية، لتوفير 30% من احتياجات البروتين والسعرات الحرارية لطلاب المدارس.

واللواء تيمور أبو المجد، رئيس مجلس إدارة شركة سايلو فودز، قدم عرضًا تناول خلاله الموقف التنفيذى لمنظومة التغذية المدرسية في العام الدراسي 2022 - 2023، وخطة التغذية المدرسية للعام الدراسي 2023 -2024، ومكونات الوجبة الغذائية للمراحل المستهدفة للتغذية في العام الدراسي الحالي.

وأكد اللواء تيمور أبو المجد، رئيس مجلس إدارة شركة سايلو فودز أنه منذ بداية العام الدراسى 2023 / 2024 وحتى نهاية شهر نوفمبر 2023 تم إنتاج وتوزيع عدد 435 مليون وجبة تغذية مدرسية منها 368 مليون وجبة لطلاب المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم و67 مليون وجبة لطلاب المدارس التابعة للأزهر الشريف، بالإضافة لعدد 10.8 مليون وجبة جافة ومطهية.