على مدار قرابة أسبوع عادت حلب لما كانت عليه قبل عام 2015، وذلك بعد شن ميلشيات مسلحة بقيادة جبهة النصرة الإرهابية هجوما على محافظتي إدلب وحلب والسيطرة عليهما الاسبوع الماضي ما أشعل موجة جديدة من الاضطرابات المسلحة في سوريا التي تعاني من الحرب منذ عام 2011.

وفي هذا السياق، روت “ر. ز” وهي شاهد عيان من مدينة حلب في شهادتها الخاصة لـ 'الدستور' كواليس ما يحدث مؤكدة أن الوضع في حلب كارثي فالجميع كان يخشى عودة الفصائل الإرهابية مرة أخرى وهو ما حدث بالفعل.

وتابعت “ر.ز” التي رفضت الخروج من حلب منذ سنوات تمسكا بوطنها ومنزلها 'هناك نقص كبير في الأدوية والسلع الغذائية الأساسية، وأصبحت أسعارها 4 أضعاف أسعارها الطبيعية'.

وأضافت: 'الجميع يخشى الخروج من المنازل، الجثامين تنتشر في كل مكان، كل ما هو موجود في حلب معرض للدمار، لا يوجد مكان آمن في المدينة، وكافة الطرق المؤدية إليها مغلقة، لا نستطيع الخروج والنجاة من هذا الجحيم'.

وأشارت إلى أن الوضع في حلب لا يحتمل فإطلاق النار لا يتوقف، الجميع يدركون أن الموت قريب للغاية منهم.

وأكد أن ما يخشاه الجميع أو وصول ذروة فصل الشتاء وموجات البرد القارصة في هذه الأزمة ما قد يزيد الوضع تعقيدًا، حيث أن وجود الطاقة في حلب أصبح أمر نادر.

وتابعت أن انتشار الجماعات الإرهابية في شوارع حلب مع القصف الجوي العنيف جعل الأمر صعب للغاية، فلا يمكن الخروج من المنزل دون التعرض للإصابة أو القتل.

وأشارت إلى أن الجماعات الإرهابية تقمع الجميع في المدينة، بينما يستمر القصف الجوي العنيف لمعاقل الإرهابيين الذين يختبئون وسط المدنيين.

وأوضحت أن الجميع يعلم مخططات إسرائيل لتقسيم سوريا، حيث دفعت لإشعال الأزمة بعد ساعات من إنهاء القتال في لبنان، وتابعت 'كنا نحتفل بإنهاء الحرب في لبنان، ولم تمض ساعات حتى فوجئنا باشتعال الأزمة في سوريا'.

وفي هذا السياق، كشفت جماعات حقوق الإنسان، إن الوضع في حلب ينذر بكارثة، وعلى الجميع وقف إطلاق النار، وفتح الطرق مرة أخرى لإيصال المساعدات الغذائية والطبية التي تشتد الحاجة إليها.

ونقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأمريكية، عن مصدر طبي، قوله إن الجثث تنتشر بشكل كبير في شوارع حلب ما يهدد بانتشار الأمراض.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدينة بدأت تعاني من نقص في كافة الاحتياجات الأساسية وارتفاع كبير في الأسعار ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة.