حذر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسن بديع من خطورة تآكل الوعي التاريخي والثقافي لدى الأجيال الجديدة، مؤكداً أن المشكلة لم تعد فردية بل باتت قضية قومية تهدّد مستقبل الهوية الوطنية.

وقال بديع خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن هناك أجيالاً كاملة من في منتصف العمر وحتى الشبان الصغار تعرف القليل أو لا تعرف شيئًا عن تاريخها وأحداثها المفصلية، مثل حرب أكتوبر وما سبقها وما تلته من تحولات، مشيرًا إلى أن هذا الفراغ المعرفي أخطر لدى الأطفال الذين ينشؤون دون وعي بتاريخهم وثقافتهم الأصلية.

وأضاف أن الإعلام يتحمّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، لكنه ليس وحده؛ فغياب استراتيجية قَوْمِية واضحة للتربية الثقافية يجعل المواجهة الحالية مع غزو ثقافي وسياسي منظمة غير فعّالة.

وأكد بديع أن المواجهة تتطلب خطة شاملة ومتعددة المراحل تُوظّف كل أدوات المجتمع: الإعلام الرسمي والمستقل، المسجد والكنيسة، المدرسة والمنهج الدراسي، الأسرة، مراكز الثقافة والشباب، الأحزاب، الجمعيات، وروابط المجتمع المدني.

وختم بالتحذير من أن الزمن محدود وأن التأخر في بناء هذه الاستراتيجية سيجعل استرجاع الهوية أصعب بكثير، مشدِّدًا على ضرورة أن تبدأ الدولة والمجتمع فورًا في 'تلقين' الأجيال قيمهم وتاريخهم من الصباح إلى المساء وبوسائل تناسب لغتهم واهتماماتهم.