أثار إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص على وفد دبلوماسي معتمد لدى فلسطين، أثناء زيارته الرسمية لمدينة جنين بدعوة من وزارة الخارجية الفلسطينية موجة غضب دولية عارمة.

وتعرض وفد ضم دبلوماسيين من دول عربية وأوروبية وآسيوية لإطلاق نار مباشر من قوات الجيش الإسرائيلي بالقرب من مخيم جنين للاجئين كان يجري جولة ميدانية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة،

وشنّ الخبير في شؤون الأمن القومي المصري والكاتب الصحفي محمد مخلوف، هجوماً لاذعاً على الجيش الإسرائيلي، واصفاً الحادث بـ'الغباء السياسي والعسكري' و'محاولة لاغتيال الحقيقة'.

وأشار مخلوف في تصريحات لـ RT Arabic إلى أن هذا الاعتداء يمثل خرقاً خطيراً للقانون الدولي واتفاقية فيينا لعام 1961، التي تكفل الحماية والحصانة للوفود الدبلوماسية، واصفا إسرائيل بأنها 'تسعى لخنق المعلومات ومنع نقل الحقائق عبر ترويع الصحفيين والدبلوماسيين، في محاولة لإسكات صوت الحقيقة'.

وحمّل مخلوف الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا 'الاعتداء الجبان'، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف رادعة وتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لـ'تطهير عرقي ممنهج'.

وأضاف أن استهداف الصحفيين يعكس نجاحهم في توثيق جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين سجلت استشهاد 214 صحفياً وعاملاً في قطاع الإعلام منذ 7 أكتوبر 2023. واختتم تصريحاته بالقول: 'الحقيقة لا تموت، وصوت الحق لا يُدفن، ودماء زملائنا ستظل لعنة تطارد القتلة'.

من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي أن الطلقات كانت 'تحذيرية'، زاعماً أن الوفد انحرف عن المسار المحدد مسبقاً في منطقة قتال نشطة، وقدم اعتذاراً رسمياً للدول المشاركة في الجولة، بما في ذلك إسبانيا وكندا، لكن الخارجية الفلسطينية وصفت الحادث بـ'الجريمة البشعة'، مؤكدة أنه استهداف متعمد للوفد الذي كان يوثق الانتهاكات في جنين.

وأدانت دول عدة بما في ذلك مصر والأردن وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، الحادث بشدة، واستدعت بعضها السفراء الإسرائيليين لتقديم توضيحات، ودعت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين.

ويأتي هذا الحادث في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية، حيث أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين منذ يناير 2025، أسفرت عن مقتل العشرات وتشريد الآلاف، وتعد جنين، وخاصة مخيمها، مركزاً للمقاومة الفلسطينية، مما يجعلها هدفاً متكرراً للغارات الإسرائيلية.

المصدر: RT