أعلنت الحكومة الإسبانية، اليوم الأربعاء، الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام في أعقاب الفيضانات المأساوية التي أودت بحياة 70 شخصا على الأقل في جنوب شرق إسبانيا، وفقا لآخر حصيلة مؤقتة.

وقال وزير السياسة الإقليمية، أنخيل فيكتور توريس، في تصريحات للصحافة، إن أيام الحداد الثلاثة هذه ستبدأ يوم الخميس 31 أكتوبر وتستمر إلى غاية يوم السبت 2 نونبر.

ودعا الوزير، المواطنين الذين يعيشون في المناطق المتضررة من العاصفة إلى عدم مغادرة منازلهم أو استخدام الطرق التي انقطع الكثير منها وغمرتها المياه.

وكشف أن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، سيزور المنطقة يوم الخميس، وذلك بعدما أكد سانشيز أن 'الأولوية المطلقة' للسلطة التنفيذية هي مساعدة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت منطقة بلنسية وكاستيا لامانشا، مؤكدا 'دعم الدولة الكامل' للمتضررين.

من جهة أخرى، دعا وزير الداخلية، فرناندو غراندي مارلاسكا، إلى عقد اجتماع للجنة الأزمات التابعة لوزارته بعد ظهر اليوم لمناقشة الإجراءات الجارية.

وتسببت العاصفة في فيضانات جارفة خلفت العديد من المفقودين وأضرارا جسيمة في منطقة بلنسية وكاستيا لا مانشا، وقد تضرب الآن بشدة إقليم برشلونة.

وكانت حصيلة ضحايا العاصفة 'دانا'، قد ارتفعت مساء الثلاثاء، إلى 62 قتيلا على الأقل، وفقا للأرقام الصادرة عن مركز تنسيق الطوارئ في فالنسيا.

وقال مركز الطوارئ بإسبانيا، في بيان له، إن هذه الحصيلة الأخيرة، التي تظل مؤقتة، تستند إلى المعلومات التي قدمتها مختلف قوات الأمن وخدمات الطوارئ المشاركة في إدارة تداعيات هذه الكارثة.

وكشف مركز تنسيق الطوارئ أن عملية تحديد هوية الضحايا جارية وأنه قام بتفعيل إجراء تعداد الضحايا منذ مساء الثلاثاء، تحسبا لارتفاع عدد الضحايا جراء الفيضانات.

وقالت ميلاغروس تولون، مندوبة الحكومة المركزية لمنطقة كاستيا لا مانشا، إن 'الأولوية هي العثور على المفقودين'، مضيفة أن خدمات الطوارئ، مدعومة بطائرات بدون طيار، كانت تعمل طوال الليل لمحاولة تحديد أماكنهم.

وأعلن مجلس مدينة فالنسيا أن جميع المدارس والحدائق العامة ستظل مغلقة يوم الأربعاء، كما تم إلغاء جميع الفعاليات الرياضية.

وفي سياق متصل، أعطى الملك محمد السادس، تعليماته لوزير الداخلية بإجراء اتصال هاتفي مع نظيره الإسباني، على إثر الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق بإسبانيا.

وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية، بأنه خلال هذا الاتصال، أخبر الوزير المغربي نظيره الاسباني أن المغرب، طبقا للتعليمات الملكية، على أتم الاستعداد لإرسال فرق إغاثة وتقديم كل المساعدة الضرورية لإسبانيا من أجل مواجهة هذه الكارثة الطبيعية.

كما جدد الوزير تقديم عبارات التعازي والتضامن للسلطات الإسبانية ولعائلات الضحايا.